فن الإقناع، كيف تكون شخص مقنع؟
فن الإقناع، كيف تكون شخص مقنع؟ الإقناع هو فن من فنون الكلمة، يتم من خلاله توظيف المفردات بإسلوب يجعل الطرف الآخر يقتنع عن رغبة منه وليس بالإجبار.
لا يتعلق موضوع الإقناع بالكلمات فقط بل هي مجموعة من الأساليب التي تستخدم مع قوة الحجة، ولغة الجسد المتوافقة لفظياً، واحترام وجهات نظر الآخرين.
ليكون الشخص الذي يتمتع بهذه الخاصية مقنعاً إلى الدرجة الكافية.
الثقة والتصميم من أهم مهارات الإقناع.
عليك أن تؤمن بنفسك حتى يصدقك الآخرون.
لا توجد عصا سحرية للثقة، ولكن هناك معرفة كافية بالموضوع الذي ترغب في مناقشته مع الشخص الآخر.
على سبيل المثال يحتاج مدير التسويق الذي يبيع الهواتف المحمولة للعملاء المحتملين.
إلى معرفة المواصفات التفصيلية للهاتف والبرامج والسعر والألوان المتاحة وما إلى ذلك.
لإقناعهم والتأثير على قرارهم، الطريقة التي تقدم بها منتجاتك أو خدماتك تصنع الفرق بالتأكيد.
لا تجبر أي شخص على الموافقة على ما تقوله. امنحه الوقت للتفكير والعودة إليك لاحقًا. الإقناع بالتأكيد لا يعني الجلوس على رأس شخص ما ومطاردته يوميًا.
كن مطلع على آخر التطورات والأخبار الخاصة بما يتعلق بتخصصك حتى تستطيع الإجابة على الأسئلة الصعبة او التفاصيل الدقيقة التي تتطلب الخبرة.
فأسلوب الإقناع يعتمد على غزارة المعلومات التي لديك لكي تكون شخصاً مقنعاً.
كن قدوة للآخرين. يحتاج المرء إلى العوامل الخاصة للتأثير على قرارات الآخرين، ومواقفهم، وعقلياتهم، وما إلى ذلك، اسمح لي أن أقدم دراسة حالة افتراضية:
إذا طُلب منك مخاطبة حشد قوامه مائة شخص وإقناعهم أيضًا بالاستثمار في منتجات مؤسستك، فما هو أول شيء تفعله؟ صدقني، في مثل هذه الحالة، فإن أول شيء يجب فعله هو ارتداء الملابس المناسبة.
كما يقولون الإنطباع الأول هو الإنطباع الأخير، إذا كنت تلبس لتلفت الأنظار ، صدقني، نصف عملك قد انتهى.
صدق ما تقوله، مخاطبة الآخرين أمر سهل للغاية، لكن القيام بنفس الشيء الذي تتوقعه من الآخرين هو التحدي، مارس ما تتكلم عنه.
بصفتك رئيسًا، إذا كنت ترغب في إقناع الآخرين بالوصول إلى المكتب في الوقت المحدد، فعليك أولاً التأكد من أنك تفعل الشيء نفسه أيضًا.
لن يتمكن مدير التسويق أبدًا من بيع أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بمؤسسته إذا لم يستخدم نفس العلامة التجارية في المنزل.
كن إيجابياً ، احتفظ بابتسامة على وجهك. تساعدك على خلق هالة من نفسك، دع الآخرين يستلهمون منك.
فن الإقناع، كيف تكون شخص مقنع؟
1-مهارة رواية القصص
من الأساليب القوية في الإقناع فالناس تقتنع بالقصص الحية فضلاً عن الأرقام الجامدة والتي لا تلامس مشاعرهم.
طريقة سردك للقصص وربطها مع متغيرات الحياة هو وسيلة للإقناع تعتمد على الإثارة والفضول لدى المتلقي.
يقول مارتن زويلينج إن “القصص غالبًا ما تكون مقنعة أكثر من مجرد بيانات واقعية”.
حيث أن القصص تحرك مراكز الدماغ المسؤولة عن الإداراك والمنطق، فكلما كان ربطك في القصة واقعي ومنطقي كنت مقنعاً اكثر في استحداث طريقة لجذب الشخص نحو ما تحاول إقناعه به.
2-مهارات تحفيزية
الإقناع له علاقة بالتحفيز فكلما كنت محفز، كلما كنت مقنع، ما الحافز الذي تقدمه لي لكي اقتنع بكلامك؟ فمهمة إبقاء الشخص الذي تحاول إقناعه متحفزاً هو نوع من إبقاء العلاقة وطيدة نحو بلوغ الهدف.
فالتحفيز هو إثارة العواطف، وبلوغ الغاية، نحو هدفك معرفة الدوافع التي تحفز الآخرين وبقائهم على درجة عالية من التحفيز هو التحدي الذي تواجهه، فكل شخص له درجة تحفيز معينة تجاه الأشياء.
تختلف إستجابة الأشخاص بناء على دوافعهم، ورغباتهم، قدرتك على إيجاد مناخ خاص محفز هو وسيلة وأسلوب مقنع آخر.
3-مهارة حل المشكلات
نعيش في عالم لا يتوقف من السرعة والحركة، وبالتالي لا يخلو من المشاكل المتسارعة التي تحتاج إلى الحلول.
قدرتك على تقديم الحلول الواقعية للمشكلات، وتقديم افضل البدائل هو طريقك لإعتماد الناس عليك في حل مشكلاتهم.
وبالتالي قوة الإقناع تزدهر مع مهارة حل المشكلات فالحلول دائماً تعزز مبدأ قوة الإقناع.
4-مهارة التفكير الاستراتيجي
هل فكرت يوماً في كبار المخترعين والأثرياء مثل وارن بافيت، والذي يعد من أنجح المستثمرين في العالم ومارك زوكربيرغ، صاحب الفيس بوك.
التفكير الإستراتيجي جعلت رجال عظماء بسبب تلك المهارة، فهم اكثر اقناعاً بسبب القدرة الإستراتجية في التفكير، فالتفكير يمر بالعديد من المراحل لإتخاذ القرارات الهامة، والمسؤولة.
حتى تصل إلى التفكير الإستراتيجي يجب أن تفكر ببعد ومسؤلية وتجعل نظرتك الثاقبة للأمور تنمي مهارتك الإستراتيجية حتى تكون شخص مقنع.
5-مهارة الإصغاء
الأشخاص المؤثرون هم أشخاص يمتلكون الحس العالي من الإستماع، والإنصات.
ان الإنصات والإستماع إلى كل شكوى هو نوع من التأثير الهادئ على الأشخاص، فالشخص الذي يستمع للآخرين هو شخص مؤثر وصاحب كلمة مسموعة، وذلك بسبب إعطائه الآخرين المجال للحديث.
فالإقناع هو سلسلة بين المرسل والمتلقي يجب ان تتوافق في كل معطياتها.
6-الكاريزما
هو السحر الذي تتمتع فيه لإبقاء جاذبيتك في المكان، حيث ان هدوء الشخص وتفاعله مع حركات الجسد، ولغته المفهومة، ونبرة صوته، كلها عوامل تؤدي إلى الإقتناع.
فالحضور هو الكاريزما التي تطغى على المكان وتشد الإنتباه، فحينما يحبك الناس يطريقة طبيعية بسبب أسلوبك سوف يقتنعون بك حتماً وسوف تنشأ علاقة من الثقة والقناعة مع ما تقول وعندها ستكون بالنسبة لهم شخص مقنع.
7-مهارة الوئام
تعتبر مهارة الوئام مهمة لتطوير العلاقة المتبادلة بين الأشخاص، فالعلاقات مع الأشخاص تمد جسور الترابط والتعاون فيما بينهم.
كما يقول جيبسون نزار من خلال عكس ومواءمة السلوكيات المعتادة للآخرين.
(لغة الجسد ، والإيقاع، وأنماط اللغة، وما إلى ذلك) يمكنك بناء شعور بالارتياح حيث يشعر الناس بمزيد من الراحة معك ويصبحون أكثر انفتاحًا على اقتراحاتك.
فالموائمة تتم بالتوافق مع سلوكيات الآخرين وبمعنى اخر السلوكيات والأنماط المتشابهة بين جماعة معينة.
8-الوفاء
يحب ان تكون مخلصاً لتكون مقنع وتصبح اكثر قدرة على التأثير نحو الأشخاص، فالوفاء هو العهد الذي بينك وبين الأشخاص الذين تريد ان تؤثر بهم.
فالوفاء هو صدقك في وعودك مع الآخرين، ومتى ما كنت صادقاً سوف تصبح وفياً في عهودك، وتكون مقنع إلى الدرجة التي تستحوذ فيها على ثقة الآخرين وبالتالي تكسب ودهم، ويسهل إقناعهم.
9-مهارة البحث
يجب أن يكون الشخص الذي يرغب في امتلاك مهارة الإقناع ان يكون باحثاً جيداً، من أجل التواصل بشكل دقيق وموثوق حول موضوع ما، من خلال امتلاكك المهارة البحثية.
ستتمكن من الإستكشاف والمعرفة الغير محدودة بالنقاط، والأفكار، والآراء، التي تريد نقلها.
يمنحك مستوى معرفتك الواسعة ميزة إضافية في إقناع الآخرين بالإيمان بأفكارك.
فالبحث والإستقصاء هو ثراء للمعلومات التي بحوزتك والتي ستجعلك اكثر إلماماً وإقناعاً بما تملكه من خبرات معرفية ونوعية.
10-مهارة العلاقات الإنسانية
مهارة العلاقات الإنسانية أمر بالغ الأهمية للإقناع، فمنظرو الإدارة الكلاسيكيون فشلوا جزئياً بسبب إهمال نهج العلاقات الإنسانية لإدارة الموظفين.
فلكي تتمتع بالإقناع القوي يجب أن تستطيع فهم آلام الشخص، ومشاكله الأشخاص المقنعون محبوبون، ومؤثرون، لأنهم يضعون احتياجات الآخرين فوق احتياجاتهم.
عندما تحاول بصدق فهم خلفية شخص آخر ودوافعه ستتمكن من إقناعه بشكل أكثر فعالية.
11-مهارة الإتصال
التواصل ضروري للغاية عندما تريد إقناع شخص ما او مجموعة من الناس بنجاح، يجب ان يكون الإتصال ثنائي الإتجاه بحيث تشجع على التواصل الثنائي.
والتغذية الراجعة من الإتصال تعطي قوة اكبر من الإتصال الأحادي او من طرف واحد.
فالتواصل هو اتصال مقنع يكون بين طرفين لنقل رسالة او استقبال رسالة.
يحدث بينهم تفاعل يعزز تبادل وجهات النظر مما يبرهن حجتك ويقوي إقناعك.
12-مهارة التوجيه
ليس من الصعب امتلاك مهارة توجيه. فقط اجذب الناس وأخبرهم عن معتقداتك وأفكارك وأهدافك، سيتم إقناعهم بشكل طبيعي بالانضمام إلى دورتك مثلاً.
طالما أنك ناجح في ما تفعله، فالتوجيه هو جذب الناس إليك بما تملك فالتحدث عن قناعاتك وتوضيح معتقداتك يسهل للناس فهمك، واستيعابك.
لذلك يكون قرار المشاركة من أجمل القرارات التي لن تأتي إلا بإتقان مهارة التوجيه حيث يصبح من السهل ان تلعب هذا الدور بعد ان تشبع غريزة المتلقي بما تملك.
13-مهارة التحدث أمام الجمهور
لكي تنجح في إقناع الناس ، يجب أن تتقن فن الخطابة. يفضل معظم الناس الموت على الوقوف في المنصة لمخاطبة الجمهور بغض النظر عن حجم الجمهور.
يتطلب التحدث أمام الجمهور الثقة، والتخطيط، والبحث، والتركيز، ورواية القصص، وتحليل جمهورك، وغير ذلك الكثير.
تشكل هذه وأكثر مهارة التحدث أمام الجمهور. حتى يتم الإقناع بنجاح، فإن مهارة التحدث أمام الجمهور هي شرط مسبق.
14-مهارة إبداعية
يجب أن تكون جيدًا جدًا في تقديم شيء جديد إلى الوجود، أو أن تستحدث طريقة جديدة تمامًا للقيام بالأشياء لجذب انتباه الناس، عادة ما يتم الإعجاب بالمفكرين المبدعين ويريد الناس التعرف عليهم.
تتمتع المنظمات التي يقودها قادة مبدعون بمعدل نجاح أعلى في الابتكار، وإشراك الموظفين والتغيير والتجديد ، كما تقول ليندا نيمان ، مؤسسة Creativity at Work.
15-مهارة اتخاذ القرار
حياتنا اليومية مليئة باتخاذ القرار. تعتمد معظم المهارات المذكورة أعلاه على اتخاذ القرار. على سبيل المثال ، اختيار مجموعة الأفراد التي تريد إقناعها.
اختيار نوع الرسالة للتواصل واختيار الاستراتيجيات والتقنيات لإقناعهم.
هي وظائف صنع القرار. بدون هذه المهارة ، لا يمكن للمرء أن يحقق الكثير عند محاولة إقناع الناس فتنفيذ المهارات السابقة تحتاج إلى اتخاذ قرار مسبق.
وأخيراً فن الإقناع وكيف تكون شخص مقنع؟ هي سلسلة من المهارات التي يمكن تعلمها وإكتسابها إذا ما سعيت لأن تكون شخصاً مقنعاً، ورغبت في تلك الغاية.
وهي وسيلة تحقق غاية، ومهاراة شخصية تضيفها إلى رصيدك لتستفيد منها على الجانب الإجتماعي، والعملي، والثقافي،والأخلاقي.
فالإقناع لا يأتي إلاّ بقوة الحجة، والأسلوب المتّبع في الإقناع هو ما يتخطي الوقت للمزيد من الإنجازات الشخصية.
ليس شيئاً سهلاً بقدر ما أنه سلوك إن أتقنته سوف تتعود عليه إلى أن يصبح أسلوب حياة يعود عليك بالفوائد وتجني ثماره مع الوقت.
المصادر:managementstudyguide،lifehack