Site icon مدونة كاتب محتوى

حوار مهني: رائدة أعمال المحتوى زهرة أمزيل

حوارنا اليوم مع رائدة أعمال محتوى زهرة أمزيل، شخصية فريدة من نوعها، مثقفة، وقارئة، وكاتبة، سعدت باستضافتها لنقل تجاربها النوعية في المحتوى. 

لكل إنسان قصة وخبرة نتشارك فيها المعرفة. نفيد ونستفيد من الجهود الإثرائية في مشاركة الخبرات والتجارب في عالم المحتوى وريادة أعمال المحتوى، لنبدأ الحوار لنقل الفائدة والمنفعة إذن!

بداية ما هي ريادة أعمال المحتوى وكيف أصبحت رائدة أعمال محتوى؟

ريادة أعمال المحتوى، أو رائدة أعمال محتوى هو مصطلح قدمه مؤسس ذا تلت (The Tilt) جو باليزي، يصف به كل شخص أخذ فكرة تقديم محتوى بجميع أنواعه لعالم الاحترافية أو البيزنس.

لكي تنطبق فكرة ريادة أعمال محتوى على شخص عليه أن يقدم محتوى على منصات مختلفة وتعود عليه بربح مادي، وهذا بالضبط ما تعنيه.

 لا أفضل استخدام مفهوم صانعة محتوى، لهذا حين اطلعت لأول مرة على هذا المفهوم الجديد، وجدت نفسي أكثر ميلا له.

 لهذا، اشتغلت على تقديم خدمات كتابة محتوى على منصات كثيرة، وأيضا على الدخول في عالم ريادة الأعمال سواء من حيث التعلم أو أيضا الاستثمار.

بهذه الطريقة، استطعت بعد توفيق الله الجمع بين المجالين، كتابة المحتوى وريادة الأعمال؛ وفي النهاية هي مسألة نسبية مرتبطة بتقييم كل شخص لما يقدمه.

 كيف كانت تجربتك في العمل الحر قبل الانتقال إلى كونك رائدة أعمال محتوى؟

اشتغلت 4 سنوات في العمل الحر؛ بداياتها كانت عبارة مسألتين مهمتين:

1: البحث والتعلم

2: تقديم خدمات مجانية لعملاء محتملين

قدمت لي هذه الفترة الزمنية المجال لتطوير الكثير من مهاراتي والتعرف أكثر على نوعية الخدمات الكتابية التي أجيدها.

لم يكن الوصول للعميل الأول أمرا سهلا! إلا أنه بمجرد تقديم الخِدمة الأولى وكان العميل راض عنها، أصبح تدفق فرص العمل أسهل وأسرع.

لا يوجد فرق شاسع من ناحية الانتقال بين مرحلة الفريلانسر ورائدة أعمال محتوى، باستثناء مسألة تفويض أشخاص آخرين لأداء بعض المهام عني.

لهذا، أقول أن ما تطبقه حالا من تنظيم وتدبير للوقت مثلا، أو أسلوب التواصل، أو حتى كيفية جذب العملاء… كلها مهارات انتقلت معي للمراحل التالية من تطور عملي.

طالما كان الشخص راغبا في الانتقال لمستويات أعلى من تقديم خدمات الكتابة عليه أن يتأكد أن ما يقوم به حاليا سيؤثر عليه غدا، يؤكد الكاتب الشهير ستيفن كوفي على فكرة ابدأ والغاية في ذهنك، وهي تعني أني حين كنت أعمل بأعمال حرة كنت أعلم يقينا أن هذا المستوى من العمل سيتطور ويتقدم فلم أتأخر عن التعلم والبحث.

يحرص مدونو المواقع الإلكترونية على تعلم الكتابة وفق قواعد وشروط جوجل، وتحسين مقالاتهم لتلائم محركات البحث. ما هو تأثير تعلم مهارة الـ SEO  للشركات؟ وهل هناك جدوى من الاستثمار في هذا المجال وعمل موقع إلكتروني للشركة على شكل مقالات؟ 

تخصصي الدراسي والمهني ـ سابقا ـ كان البرمجة المعلوماتية ومن ضمنها إعداد المواقع الإلكترونية. ساهمت خبرتي في هذا المجال على التعرف على أهمية SEO في إنجاح أي موقع إلكتروني كيفما كان.

قمت شخصيا بالعمل على مواقع مختلفة وفي مجالات مختلفة، وركزت فيها على تطوير السيو الخاص بها، وقد تفوقت على الكثير من المواقع ذات الإعلانات المدفوعة. 

هذا هو السبب الرئيسي الذي دفعني لتغيير مجالي لكتابة المحتوى ثم لـ رائدة أعمال محتوى ـ هذه أول مرة أشارك هذه المعلومة ـ.

سواء موقع شركة، أو موقع للتجارة الإلكترونية، أو مدونة شخصية… إن كانت رغبتك هي الحصول على عملاء، أو بيع منتجات أو خدمات، أو حتى أن تصبح شخصية عامة، فأنت تحتاج أن تتصدر محرك البحث غوغل وهذا لا يكون إلا بـ SEO أو أن تدفع آلاف الدولارات بشكل مستمر. 

للإشارة فأيضا على انستغرام مثلا، هناك تركيز على احترام أساسيات SEO البسيطة وهذا ما يدل على أهميته.

يخطئ الكثيرون في فكرة أن كتابة مقالات موافقة للسيو في ركن المدونة، هي كافية لتحقيق متطلبات seo، بل هو أعمق بكثير.

على سبيل المثال، رأيت الكثير من العملاء يغفلون على SEO الصفحة الرئيسية للموقع أو صفحة من نحن، أو صفحة الخدمات… ويركزون فقط على نشر المقالات.

 أو مثلا، نوعية الصور المستخدمة وهل لديها وصف واسم وجودة معينة… كما أن سرعة الموقع وطريقة عرضه على الهاتف… 

وأيضا مسألة الكلمات المفتاحية، قبل التفكير في كتابة المقالات يجب أن تكون هناك دراسة شاملة للكلمات المناسبة لمجال عمل الشركة، وأن يتم وضع خطة محتوى بناء على النتائج المحصل عليها. 

أبسط مثال يدل على أن معظم المواقع لا تستغل SEO بشكل جيد، هو غياب الروابط الداخلية بين المقالات المكتوبة وهذا دليل على عدم القيام ببحث جِدِّي عن Keywords

 كلها أمور مرتبطة بـ SEO، على مواقع الشركات أو غيرها الانتباه لها. 

 ما هي أبرز الكتب التي استفدتِ منها في تقوية وطلاقة اللغة العربية الفصحى في كتاباتك؟

لا توجد كتب معينة لتقوية اللغة العربية، على الأقل في حد علمي. ما أنصح به هو قراءة كتب مناسبة لشغفك أو ما تحب تعلمه، والاستمتاع بقراءته.

كل هذا سيسهل عليك تذكر ما قرأته واستخدامه حين الحاجة.

مثلا، اطلعتُ على الكثير من الكتب في مجال التنمية الذاتية والمال والأعمال، وهذا الأمر سهل علي الكتابة بكل سلاسة في هذين المجالين.

حدثينا عن تجربتك في التدوين. هل ترين أن تعلم مهارة استخدام القوالب الجاهزة ومنصة الووردبريس لعمل المدونة دون أي معرفة بأكواد البرمجة وكذلك تعلم مهارة ال SEO ضرورية للمدون الإلكتروني؟

بدأت التدوين الإلكتروني باللغة الإنجليزية حين كنت أُعدُّ مواقع تجارية سنة 2018 ـ 2019 بهدف جذب مشترين للمواقع. وقد رأيت التأثير الكبير لما كنت أكتبه فقررت إنشاء مدونة خاصة باللغة الإنجليزية تخص الكتب والمطالعة.

إلا أنني قررت تغييرها للغة العربية بنية إفادة الشباب العربي. باعتبار أن المعلومات متوفرة بكثرة لمتحدثي اللغة الإنجليزية وهنا بدأت بموقع حكمتي. 

في البداية كنت أكتب مقالاتي على الورق ثم أنقلها للموقع، إلا أني أتذكر مشاركتي في تحدي رديف حيث ساهم بشكل كبير في تطوير سرعتي في الكتابة باللغة العربية مما سهل علي التدوين المباشر في الموقع.

لأكون صادقة، أنا أْؤمن بالتخصص، الكاتبة المحترفة أو رائدة أعمال محتوى هي أو هو يركز على إنتاج الأفكار لمنصاته أو منصات عملائه، أما المهام الأخرى كتنصيب القوالب أو تغيير شيء ما على ووردبريس فلها أهلها. 

إلا أن هذا لا يمنع من تعلم الأساسيات. أغلب الكتاب في بداياتهم مثلا، لا يمكنهم توظيف شخص للقيام بهذه المهام، لهذا من الجيد أن يتعلموها بذواتهم. 

للأسف ألاحظ أن الكثيرين في مجال كتابة المحتوى اختلط عليهم الأمر، ما بين الكتابة، والتصميم، والبرمجة، واحتراف SEO. قد يكون ما سأقوله قاسيا قليلا إلا أنني على سبيل المثال لا يمكن أن أقول عن نفسي خبيرة SEO لأن هذا بعيد كل البعد عن الوصول للعلامات الخضراء في Yoast.

مثلا، يمكن الاكتفاء بالتأكيد على مهارتي في كتابة مقالات تحترم SEO. لأن من جهة أخرى هناك شركات تقدم فقط خدمة SEO وتربح ملايين الدولارات وفي عالمنا العربي أيضا!

من الجيد تعلم كل المهارات التي ذكرتها في سؤالك مع الحفاظ واحترام تخصص الآخرين. دون إغفال أن الذكاء الاصطناعي سيسهل علينا الكثير مما سألت عنه.

قناتك على اليوتيوب فيها العديد من المقاطع التثقيفية عن الكتب ما الذي دفعك لإنشاء تلك القناة وماهو أثر تلك القناة على من حولك؟

القناة كان الغرض منها توفير محتوى فيديو يمكن ربطه بمقالات موقع حكمتي ـ وهنا مثال على تطبيق SEO بطريقة أخرى ـ.

كما أنها كانت فرصة لي للتشجع والحديث أمام الكاميرا وقد ساهمت في سلاسة استحضار الأفكار لدي.

توقفت عن العمل عليها حاليا لتركيزي على أعمال أخرى، إلا أنها تظل قائمة إلى حين تطويرها.

هل رائدة أعمال محتوى، شاب أو فتاة يجب أن يقرأ عن مجال التجارة أم يعتمد على الإستراتيجيات التسويقية فقط؟

لا يوجد رائد أعمال سواء في المحتوى أو أي مجال آخر يكتفي بالخطط أو الاستراتيجيات التسويقية. لأن في نهاية المطاف التجارة وعالم الأعمال هي عبارة عن مجموعة من المهارات يجب أن يكتسبها الشخص ويطور فيها نفسه وخدماته.

أبسط مثال، إدارة المال واستثماره هي مسألة رئيسية لكل رائد أعمال. لا يكفي الكاتب أن يسوق لخدماته ويجني المال، بل عليه أن يعرف كيف يستفيد من هذا المال في تطوير نفسه ومنتجاته وفي جعل هذا المال يعود عليه بمال آخر.

 حدثينا عن مجتمع رديف وماهي أبرز تأثيرات تلك المجتمعات التعليمية على العامل المستقل؟

رديف هو السند بالنسبة لي، وأعتبر يونس بن عمارة أستاذ وأخ وصديق أتشرف بمعرفته. كنت محظوظة بانضمامي لرديف منذ البداية وقد كان مرافقا لي طوال مسيرتي في الكتابة، وحتى اللحظة.

يعني هذا أن المجتمع دائما في تطور سواء بما يقدمه مشرفوه أو بتطور المشتركين فيه أيضا.

 في العالم الغربي كل مستقل أو كل مبدع تجده ينتمي لمجتمع تعليمي معين، هذا يضمن له التطور المستمر، والدعم المتواصل.

أنت حين تنجح فغالباً لا تبحث عمن يساندك، لكن حين الفشل واليأس تكون هذه المجتمعات خير سَند بخبرة المتواجدين فيها وتجاربهم السابقة.

 ماهي نصيحتك لتحويل المهارة إلى خبرة وصولاً إلى الريادة في المحتوى؟

البحث والتعلم.

إن لم تبحث عن معنى ريادة المحتوى مثلا فأنت لن تسعى للوصول إليه.

سواء المهارة التي لديك هي الكتابة أو غيرها، أنصحك بالبحث عن مواقع العمل الحر سواء في الغرب أو في عالمنا العربي والاطلاع على كيف يربح منها الآخرون المال.

حين تكتشف الخيارات المتاحة أمامك للاستفادة من مهارتك، ابدأ بتطبيقها، لا تنتظر العميل الأول. اكتب مقالاً، ثم اثنين، ثم ثلاثة، أو صمم شعاراً، ثم اثنين… ثم عشرة… وشارك ما عملته مع آخرين مهتمين بنفس المجال ليقدموا لك آرائهم.

تأكد أنك ستجد من يدعمك ولو بنصيحة لتعديل شيء ما فيما قدمته.

بعد أشهر أو سنوات من العمل المدفوع ستكون بدون شك اكتسبت خبرة كبيرة.

هذه الخبرة تستطيع نقلها لمنصة أخرى أو لمنتج مدفوع تربح منه، أو ربما لاستثمار على أرض الواقع، وهذه فكرة أفضل أن أضمها لمصطلح رائدة أعمال محتوى، أي ما تربحه من الكتابة يجب أن يربحك مالا آخر من الواقع أيضا.

كلمة أخيرة تودين أن تنهي بها الحوار.

القراءة تفتح الآفاق لدى الشخص سواء كانت هذه نيته من البداية أو لا. 

لن أنصح بقراءة الكتب بقدر ما سأنصح بالاهتمام بما نطلع عليه على السوشيال ميديا ورسائل البريد، على الأقل اضمن لنفسك أنك ستستفيد ولو معلومة واحدة كل يوم في مجال عملك.

ساهمت مطالعة الكتب في دخولي العالم الحر عبر نصيحة قرئتها في كتاب لـ نابليون هيل وهي قدِّم ما تستطيع تقديمه مجانا لشخص تعرف أنه يحتاج لهذه الخدمة.

إن طبقت هذه النصيحة فقط، فتأكد أنك ستنجح في مجالك أيا كان، ولا تبخل في استشارة أهل الذِّكْر.

Exit mobile version