أبجديات النجاح

حوار مهني:دليلة رقاي كاتبة محتوى ومختصة في SEO

ارحب بضيفتي الكريمة دليلة رقاي إحدى الكاتبات البارزات في عالم صناعة المحتوى الكتابي، وعضو مجتمع رديف الرقمي لذلك فهي غزيرة المحتوى وأنوه بأنّ مجتمع رديف هو مجتمع يقوم على التعليم والتدريب في مجال كتابة المحتوى كجزء من نشاطاته. وذلك غير مستغرب غزارة من يكتبون فيه لأن هناك تحدي من مؤسس مجتمع رديف بأن التدوين مهارة يجب أن تكون يوميا بمعني من يخوضون التحدي معه يكتوب المقالات المطولة وفق محركات البحث حتى تتصدر المقالات في الصفحة الأولى من جوجل لكي يتقنون هذه المهارة ويقدمونها خدمات للعمل والتعاقد فضلا عن عقد الورشات التدريبة للتقييم.

أردت أن اشرح هذه النقطة بإستفاضة فليس الجميع يعرف السيو نعود لحوارنا مع خبيرة كتابة المحتوى دليلة رقاي.

ما هو حجم طلب كتابة المقالات في مجال السيو؟ وما أكثر أنواع طلبات السيو في السوق هل سيو التواصل الاجتماعي أم المتاجر الإلكترونية أم المواقع والمدونات؟

بدايةً أشكرك على هذا اللقاء اللطيف والفرصة الطيبة، وأعلّق أيضًا على مصطلح خبيرة، فأنا لا أرى نفسي كذلك بل أراني متعلمة لتوّها تكتشف معالم الطريق. أما بالنسبة لحجم الطلب على كتابة المقالات الموافقة لتحسين محركات البحث فهو جيّد وفي تزايد مستمرّ.

صحيح أنّ المقارنات بيننا وبين باقي الأمم يحبط البعض إلا أنني متفائلة بما أراه اليوم، وأتوقع الأفضل لأمتنا والويب العربي. وأرى أنّ الطلب يتزايد بسبب ارتفاع وعي الشركات والأفراد بأهمية المدونات والتسويق بالمحتوى لخلق حلقة تواصل وثيقة مع العملاء والفئة المستهدفة من خلال المحتوى القيّم والمفيد.

أما عن الأنواع فلا يمكنني أن أجزم دون استطلاع أو دراسة حقيقية، وإن تحدثت من تجربة فإن الطلب على المقالات للمواقع الإلكترونية هو الأكثر طلبًا، أي حسب طلبات عملائي وتجربتي في ذلك، يليه محتوى منصات التواصل الاجتماعي خاصة تويتر.

ما هو أفضل كورس تدريبي لإتقان السيو للمبتدأين؟

قالت لي كاتبة مبتدئة في كتابة المحتوى في حصتي معها أنّها ترى كلمة “سيو” على أنها تعويذة ولا تفهم لماذا يرددها الجميع، وهي محقة فقد كرهت المجال بسبب المتشدّقين به دون فهم وإلمام به. وكتبت عن ذلك في نشرتي بعنوان لماذا يلعن الكُتّاب السيو.

السيو هي النطق العربي لاختصار تحسين محركات البحث SEO) search engine optimization). وهو مجال واسع ومتجدد والكثير يخلط بين الكتابة حسب معايير محركات البحث، ومجال تحسين محركات البحث بشكل عام. وشتّان بين هذا وذلك… 

أما عن كتابة المقالات الموافقة للسيو كما يشيع عنها فقد تحدثت عن ذلك في هذه التدوينة عن كيفية كتابة مقالات موافقة للسيو وأقدّم حصصا في ذلك لمن يرغب. وقد كتبت تدوينة اخرى جمعتُ فيها عددًا من المقالات عن السيو وأنصح بها. وفي مقال آخر كتبت عن الروابط الخلفية وكيف تبنيها.

وبالنسبة للدورات فأنا أخذت دورة مدفوعة مع الأستاذ يونس بن عمارة تطبيقية مباشرة وطبقت كل ما تعلمته على موقع أحد عملائي والنتائج إلى الآن طيبة والعميل راض ولله الحمد، ولم أتوقف عند ذلك بل أسعى للتعلّم أكثر والقراءة في مدونات المواقع الكبرى مثل: semrush، وahrefs

ما هو الموقع الذي تعتمدين عليه في الصور التي ليس لها حقوق وبجودة عالية وهل ترين أن الأمر يستحق دفع مبالغ مالية كعامل مستقل؟

لم أعط الصور تلك الأهمية في تدويناتي، وجاءتني عدة ملاحظات حول ذلك. أما بالنسبة للعملاء فحسب المقال وحين تمثل الصور الجزء الأهمّ من المقال أرى أنّ الاشتراك في مواقع الصور أفضل، وكذا نصح العميل بذلك.

أما شخصيًا فأستخدم موقع بيكسل واونسبلاش وهناك مواقع أخرى لكنني لا أستخدمها، ومؤخرًا تعلمت كيفية البحث في جوجل عن صور مجانية تصنف تحت رخصة المشاع الإبداعي كما توضح الصورة

كيف تحصلين على الأعمال عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي؟ أم منصات العمل الحر أو التسويق الشفهي؟

كانت بدايتي على منصة مستقل وعملت هناك لعدة أشهر، لكنني منذ البداية لم أعوّل عليها واعتمدت على التسويق بالمحتوى وإنشاء مدونة وإنماء حسابي على تويتر لتحصيل عملاء خارج منصات العمل الحر. والحمد لله توفقت في ذلك وحاليًا كل عملائي من خارج المنصات.

ويلعب التسويق الشفوي أيضًا دورًا في ذلك، وقد عملت على عدة مشاريع عن طريق اقتراح عملاء آخرين لي عند أصدقائهم وهذا يعود لثقة العميل، فهو حين يثق بجودة عمل الكاتب يذكره عند الآخرين بكل ثقة.

العمل المستقل مرهق من حيث العمل فحين التوقف يتوقف العمل هل هناك طرق وأساليب للتغلب على هذه المشكلة مثل الادخار مثلا أم لديكي طرق أفضل؟

سمعتُ كثيرًا عن الموضوع وكان مخيفًا لي في بداياتي، لكن الآن تأكدت من أنّ المستقل الذكي هو الذي يتعامل مع الموضوع قبل الوقوع فيه. مثل: بناء فريق عمل وتدريب أفراد آخرين ليقاسمهم العمل ويريحهم من عناء البحث عن عملاء من ناحية وتجنيب نفسه الإحتراف وظيفيا من ناحية أخرى.

كما يمكن أن يسعى المستقل لبناء مصادر دخل أخرى مثل: المنتجات الرقمية أو الاستشارات والدورات وغيرها… وهنا أنوّه إلى نقطة مهمة وهي الاستثمار في النفس، فلن يصل الإنسان إلى ما يطمح إليه دون استثمار في الدورات والمجتمعات وأرى أنّ أفضل قرار أخذته هو الإشتراك في مجتمع رديف ومن يعرفني يعرف كم أتحدث عن ذلك في نشرتي “الحمام الزاجل” ومدونتي وحتى على تويتر

ما الفرق بين الثيم المدفوع والثيم المجاني في الوورد بريس وبماذا تنصحين؟

يرتبك البعض في بداية إنشاء مدونة وهذا ما حدث معي في البداية، لكنني أرى أنّ إنشاء مدونة مجانية على ووردبريس في البداية يفي بالغرض وأفضل من التحجج بعدم الفهم أو عدم وجود طريقة لشراء نطاق أو استضافة…

أما بالنسبة للفرق فأرى أنّ هذا يعود لذوق الشخص وميزانيته، فأنا أستخدم في مدونتي ثيم مجاني حتى بعد الترقية ولم أغيّره لأنني اعتدتُ عليه وارتبط لدي بمشاعر إنشاء مدونة في البداية، فأبقيته ولم أغيّره.

ماهي أفضل الطرق المجاني للحصول على الكلمات المفتاحية؟

كانت الكلمات المفتاحية تربكني في البداية لكن بعد دورة تحسين محركات البحث وبعد استخدام عدة أدوات مدفوعة مثل  semrush، وahrefs… و أصبح الأمر عاديًا. وحاليًا أستخدم semrush وهي تتيح نتائج مجانية غير كافية لكنها حاليًا تفي بالغرض للتأكد من الكلمة التي سأكتب عنها ومعدل البحث عليها.

وبالنسبة للطرق المجانية فيمكن استخدام مخطط كلمات جوجل ولم يسبق أن استخدمتها للأمانة إضافة إلى أدوات مجانية أخرى مثل: palsoasked وتعرّفت عليها من خلال الأستاذ يونس أيضًا وهناك أدوات أخرى تحدّث عنها في مدونته وشرحها في قناته على يوتيوب.

هل هناك طلب للعمل بدوام كامل عن بعد بطريقة كافية ومشجعة أم الاعتماد على العمل المستقل أكثر؟

ليس لدي نسبة حقيقية لحجم الطلب، لكن شخصيًا لا أفضّل ذلك خاصة في حالة إلزامك بعدد ساعات معيّن وأنت جالس إلى الحاسوب. حتى وإن اتفقت على العمل بشكل كامل مع عميل واحد وأداء عدة مهام أفضّل أن يكون هناك مرونة في أداء المهام.

نصائحك لكتاب المحتوى المبتدئين وهل التخصص في كتابة المقالات يعني الكتابة في المدونات؟

حين يطلب مني أحد تقديم نصيحة للمبتدئ أتذكّر دليلة التائهة والمتسائلة، وأقول للسائل ولها:

  • لا يوجد بداية مثالية وصحيحة وتشعر بالرضا عنها.
  • ابدأ بالمتاح ولا تنتظر الوقت المناسب لأنه غير موجود، فأنا بدأت بهاتف ينطفئ عند إنهاء المقال…
  • أنشئ مدونة واكتب فيها فهي معرض أعمالك، وأنشئ حسابًا في تويتر أو لينكدان وانشر عليه باستمرار ولو تغريدة واحدة يوميًا وتفاعل مع من هم في مجالك ولا تستعجل النتائج.
  • لا تأخذ النصيحة إلا ممن لديه تجربة ونتائجه تحكي قصته قبل تبجحه.
  • اشترك في مجتمع محترم ومدفوع، وأقصد بمحترم أي يحترم وقتك وجهدك وإنسانيتك.

أما عن كتابة المقالات فلا تعني بالضرورة الكتابة في المدونات وإن كنت أراها مهمة جدًا، لأن الكتابة للعملاء ستتمحور حول تخصص العميل وتفضيلاته، وأين رأي الكاتب وموقفه من كل شيء… أين يفرغ ما في جعبته وأين يشارك تجاربه ويزكّي علمه ومعرفته؟ أليست المدونة الشخصية أفضل مكان له؟

أفضل الطرق التي تستخدمينها لإدارة الوقت؟

لن أقول لك أنني أستخدم نوشن أو تريللو ومتحكمة في وقتي بالدقيقة والثانية، ربما لأنني لا أحب التعقيد ولا أحب معاملة وقتي على أنه وحش عليّ ترويضه. بل أستخدم مفكرة ورقية أسطّر عليها الأيام وعددا من المهام المطلوبة في يومي. مثل: لقاء مع العميل الفلاني، ومقال علان، أو لقاء بودكاست رحلة كاتب مع فلانة وهكذا…

رأيك في منصة لينكدان للحصول على فرص للعمل المستقل.

تحدثت في تدوينة عن لينكدان وكيف أنني لم أتفق معه لأنّ دمه ثقيل، وانسجمت أكثر مع تويتر. لكن هذا لا ينفي أهميته وللآخرين تجارب تحكي أهميته ونفعه للمستقل الكاتب وغيره… أما عني شخصيًا فلم أحصّل فرصة من خلاله إلى اليوم وأطمح إلى ذلك مستقبلًا بإذن الله.

كلمة أخيرة تودين أن تنهي بها الحوار؟

لو كنت مكانك لما جعلت الكلمة مفتوحة لأنّ الكلمة ستصبح تدوينة يا أستاذ معتصم، لكنني حقًا شاكرة لك وسعيدة بالحديث إليك أقصد إلى الملف الذي أرسلته واختبئت خلفه. ولهذا أدعوك بدوري إلى لقاء على بودكاست رحلة كاتب لأطرح أسئلتي أنا وأنت تجيب وأستفيد من خبرتك في الكتابة وإدارة المشاريع الإبداعية مستقبلًا بإذن الله.

وسأشارك معك اقتباسًا لطالما شاركته من إبداع كول شافر وترجمة يونس بن عمارة:

“عندما أغادر هذه الأرض، لن أموت بصفتي أفضل كاتب تنفّس على هذه البسيطة (ولا حتى بصفتي كاتبًا يقبع في ذيل قائمة تضمّ أفضل الكتّاب) لكني سأموت بصفتي كاتبًا فريدًا من نوعه. سأموت بعد أن أكون قد لعبتُ لعبة الكتابة بأسلوبي، سواء أكان ذلك حسنًا أم قبيحًا.

بقول هذا، إليك نصيحتي الختامية وأنت تحاول إنماء الحظ في حياتك وعملك… إن كانت حياتك وعملك لا يسيران وفق ما تريد لهما، أغرقِ الكونَ. أنشئ المحتوى (والأشياء) بوتيرة عالية يستحيل معها لنظرة آنسة حظّ أن تُخطئك مرّة أخرى.

أُنشر في كلّ مكان. كن غزير الإنتاج. اجعل من المستحيل أن يتجاهلوك.

كاتب محتوى

مدّوِن وكاتب محتوى، هوايتي جمع الأحرف المتناثرة وصنع المعنى.
زر الذهاب إلى الأعلى