حوار مع الإعلامي عبدالمجيد البلوي
بلوفي كما يلقب نفسه كشخصية إعلامية يصف نفسه بأنه بائع أفكار متجول، كما أنه مدرب في مجال السيناريو وصناعة المحتوى والأفلام فاهتمامه الإعلامي يبنيه بالوعي والإلهام، بالإضافة إلى أنه معد برامج واقع في عدة قنوات تلفزيونية ومؤسس بلات فورم للفنون ضيفنا في هذا الحوار يوازن أفكاره بالإيجابية والتفاؤل في صناعة المحتوى والقيم لمستقبل واعد.
أهلاً وسهلا بالقراء الأعزاء من الإخوة والأخوات.
وشكراً مقدماً على هذه الاستضافة وأتمنى أن يكون حواراً شيقاً ومفيداً.
* ماهو هدفك أو الرسالة التي تريد إيصالها من خلال ظهورك في وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج الواقع؟
هدفي وبكلمتين ( الرغبة بالخلود )
يعيش الإنسان عمر محدوداً لينشر أفكاره ويبث قيمه ويبقي له أثر بين الناس
ولكن من أكبر ما أنعم الله على البشرية في هذا العصر
هو التواصل الإجتماعي والإعلام بشكل عام
حيث نستطيع من خلاله
أن نستنسخ انفسنا عبر الجمهور ونوسع دائرة علاقاتنا ومحبينا
والذين يهمهم بلا شك وجود محتوى هادف قيمي
يذكرهم ويوعي كثير منهم بالمفيد والمثري والممتع الهادف
وهنا تكمن رسالتي أيضاً
لذلك يريحني كثيراً قول الله تعالى :
( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ )
حيث لن يكون هناك ميزان واحد
بل سنحصل على فرصة أن تكون أعمال الآخرين أيضاً في موازين حسناتنا مستمرة إلى ماشاء الله.
*ماهو مفهوم الإيجابية الذي تسعى لنشره بين الناس وما تأثير التفكير الإيجابي في القرارات الشخصية؟
من وجهة نظري لا يوجد شيء اسمه إيجابي وسلبي
ولكننا نضع تقييمات تخص موقفنا من الأحداث اليومية فنقوم بوصفها وتسميتها لا أكثر
نقول عنها إيجابية إذا ظننا أنها لصالحنا
ونقول عنها سلبية إذا ظننا العكس
يعني مثلاً كورونا بالنسبة للكثير مصيبة ونقمة
لكنها كانت بالنسبة لشركة zoom على سبيل المثال فرصة ونعمة
بل أن كثير من الشركات انتعشت وأخرى تهاوت
إنه ذات الموقف
ولكن هناك تباين بتلقي الصفعة
(( إما على وجه الخاسر أو على كف الرابح ))
وتأثير التفكير الإيجابي علينا خير في خير
بل أن ذلك من كمال الإيمان
ففي الحديث النبوي :
قال ﷺ :
عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. *رواه مسلم.
*في إحدى المقاطع تقول بأن الأفكار هي مجرد أفكار ما لم تدخل حيز التنفيذ، فإن نفذ غيرك فكرتك فهي فكرته ليست فكرتك فالأولوية للمنفذين وليس للحالمين إذن كيف تحول الأفكار إلى أعمال ماهي نصائحك؟
هناك قوانين لهذا الخلق، إنه يعمل بطريقة مدهشة
حيث جعل الله البشر بحاجة بعضهم البعض
لاحظ من حولك.. غالبية المفكرين المبدعين ليسو عمليين
وغالبية العمليين التنفيذيين ليسو مفكرين وأعتقد
أن المشكلة كلها تبدأ من أزمة الثقة بين المفكر والتنفيذي
كيف يحفظ التنفيذي حق المفكر ويضمن عدم التخلي عنه والاستفادة منه طوال المشروع
وكيف يكون المفكر مرن مع التنفيذي في تقبل تغيير بعض أجزاء الفكرة حتى تكون قابلة للتنفيذ وفق الإمكانيات
عموماً يجب في نهاية الأمر أن يبقى الانسجام والتعاون بينهم إلى مابعد تقاسم الأرباح
المادية والمعنوية.
*حدثنا عن منصة بلاتفورم للفنون وما فكرتها واستراتيجيتها؟
بلاتفورم وتعني بالعربي المنصة
وبدأت كمؤسسة فنون تنتج أول برنامج واقعي على اليوتيوب
نطرح من خلاله أفكار خلاقه ونجمع الموهوبين ونصنع لهم أجواء تنافسية في بث مباشر بمجموعة كاميرات
بدأنا ببرنامج اسمه فائدة على المائدة
مع زملاء كانت لهم تجربة رائعة في برامج الواقع
مساعد الرويلي وأحمد الطويلعي
ثم برنامج سولفجي حيث شارك فيه عدد من الشباب المميزين في السوالف والدردشات بشكل واقعي وممتع
ثم توسعنا بإنشاء بلاتفورم كيدز للأطفال
وقنوات أخرى مرتبطة بالمؤسسة
ولكن أحب أن أقول أننا حققنا من طموحنا الفعلي لهذه المؤسسة أقل من 5٪ فقط كأهداف استراتيجية
يرجع سبب ذلك التعثر أو دعني أقول التأخر في الحركة الإنتاجية فيه لأسباب لا مجال لذكرها هنا.
*ماذا أضاف لك صناعة المحتوى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك ظهورك في بعض القنوات التلفزيونية كإعلامي؟
الصراحة…
لا يمكن أن أحصي الفوائد التي حصدتها من ذلك
ولكن استطيع القول هنا فائدتين عظيمتين في نفسي
أولاً دعاء الناس لي كل يوم وتواصلهم ومحبتهم
حيث لا يكاد يمر يوم دون أن اقرأ تحفيز ودعاء وثناء من أخ وأخت
لا تربطني بينهم صلة قرابة، إلا انهم احسنوا الظن بي
فدعموني ووقفوا معي وشاركوني يومياتي
ثانياً من المعروف أن مشاركة المحتوى والمعلومات مع الناس من أقوى وسائل التطور والتعلم والحفظ
فكل معلومة تشاركها مع الآخرين أنت تؤكدها في نفسك
فتترسخ أكثر فيك وتنمو وتزدهر معك
يذكرني ذلك بقول الله سبحانه :
(( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ))
عندما تسمح بقطف الثمار من شجرة معرفتك أنت بذلك تسمح لثمار أخرى جديدة طازجة بالنمو باستمرار.
*إذا أردت أن تعرف ذاتك انشغل بذاتك مقولة رائعة سمعتها في إحدى مقاطعك كيف تفسر الانشغال بالذات أنه أداة لمعرفة الذات!! هل رحلة الإنسان داخل أعماقه هي إحدى مفاتيح معرفة الذات؟ وهل لذلك علاقة بالنجاح الشخصي؟
الإنسان الواحد منا هو كون بحد ذاته
أنا وأنت والقارئ الكريم أكوان متعددة
إنك ولو عشت سنين طويلة في محاولة اكتشاف ذاتك وحدها وجميع جوانب شخصيتك وأسرار كونك الداخلي
ستحصل على القليل والقليل فقط الذي سيحسن حياتك ويجعلك تعرف ما يصلح لك وما لا يصلح لك في كل خطواتك اليومية
ولكن هذا لن يحدث أبداً إذا صار جهدك العالي مركز في النظر والانشغال بالآخرين ولومهم على تصرفاتهم الحمقاء معك
سؤال :
كم ستقابل في حياتك من بشر؟!
طباعهم ليست متساوية ومزاجاتهم متقلبة!
الواحد منهم يتقلب في اليوم عشرات المرات!!
لا يمكنك أن تجعل عمرك يضيع وأنت تتساءل عن تصرفات الآخرين معك
لماذا هم سيؤون معي
لماذا يفعلون ذلك بي
لماذا لا يفهموني
لماذا لا يعطوني
ولكن.. عندما تعرف ذاتك
سيكون من السهل أن تتعرف على من لا يصلح لك من الأساس لتتعامل معه
ومن هو منسجم متفق مع أفكارك وآراءك
فوحدة القياس للفروقات بينك وبين الآخرين تكون واضحة وجلية أكثر عندما تكون وحدة قياس وليست وحدات قياس.
وصدقني عندما تفعل ذلك
لن تحصل على الراحة النفسية والسعادة والسكون والاطمئنان فقط
بل أيضاً على تقدم واضح وملموس في حياتك وإنجازاتك الشخصية بل سيدهشك تحسن علاقات الآخرين معك.
*المحتوى القيم يتميز بما يقدمه أصحابه والمحتوى الغير هادف يضيع الوقت وبلا فائدة.. ما هي نصيحتك للشباب في استثمار أوقاتهم بطريقة مفيدة؟
يعتقد كثير من الناس أنه يأكل من فمه فقط..!
نحن نتغذى ونأكل ونمتلئ باستخدام
النظر والسمع واللمس أيضاً
إن كل ما نشاهده ونسمعه ونتعامل معه هي مدخلات ومأكولات لأجسادنا ومشاعرنا
لك أن تتخيل طعام فاسد أكلته من مطعم مثلاً
النتيجة تلبكات ومغص وآلام وقد يزيد ذلك الاعياء إلى حد الوفاة لا قدر الله
المصيبة أن الغذاء ااذي نتلقاه من مسامعنا وانظارنا
لا يصيب الجسد بشكل مباشر
بل النفس فتتأثر الروح
إنك تموت ببطئ في مشاعرك وأفكارك
ونموك وتطورك كل ذلك معرض للخطر
فنصيحتي عندما تأكل من المحتوى المطروح في التواصل الإجتماعي سواء أنت تنتج أو تشاهد
طبق هذا :
سم بالله ( أي اختر مايرضي الله )
كل بيمينك ( أي كن إيجابياً باختيارك )
كل مما يليك ( أي اختر محتوى في تخصصك ).
*كلمة أخيرة تريد أن تختم بها الحوار.
أحب اختم في الأخير
بالشكر لله سبحانه أولاً الذي سخر لي كل شيء وجعل خطواتي تقودني إليكم هنا
ثم شكري للكاتب المميز على الثقة الغالية والفرصة الجميلة لأكتب لقراء هذه المدونة الرائعين
وأقول لكل واحد منهم :
مادمت تقرأ
(( فأنت نسخة فريدة من ذاتك لا تتكرر إلا أمام مرآتك ))
أخوكم عبدالمجيد البلوي – بلوفي
@blofii
حسابات التواصل الاجتماعي: