القيادة في إدارة المشاريع
قائد المشروع يملك مهارات قيادية يوظفها في إدارة الموارد المالية والبشرية بطريقة تفاعلية تكيفية مع المشروع وأهدافه لا يأخذ النهج الإداري فقط، وإنما القائد الناجح ملهم محفز مهمته تكمن في تكامل الجانب البشري وموائمته مع خطط المشروع، لديه رؤية ولا يكتفي بالجانب التنسيقي فقط كما أنه يركز على التعلم والتطوير المستمر.
وكما يقول جون سي ماكسويل:((القادة هم المسؤولون عن الرؤية، التابعين غالباً لا يستطيعون رؤية المستقبل كما يراه القائد)) وجدير بالذكر أن الشركات الرائدة تعتمد في تنفيذ الأعمال بتقسيم المهام إلى نماذج أكثر تفاعلية وتشاركية من هنا يأتي دور القيادي الذي يتمتع بالذكاء العاطفي لكي يخرج قيمة مضافة تتسق مع التحفيز والإلهام العنصرين الذين يشكلان حجر الأساس في العملية القيادية.
كما أن عالم الأعمال مر بعدة مراحل متعاقبة التغيير منذ الثورة الصناعية في الأساليب القيادية حتى ظهرت العديد من الطرق والمنهجيات التي تقسم القادة باختلاف شخصياتهم مما يعمل على خلق نطاقات وبيئة حاضنة للإبداع فيؤدي كل فرد في المشروع مهمته على أكمل وجه لكي يلبي تطلعات مدير المشروع الذي يطبق نهج القيادة بأسلوب موضوعي من حيث وضع الأشخاص في مكانهم الصحيح وإخراج أفضل ما لديهم من طاقات وظيفية تسهل مهاهم عن طريق التشجيع والإلهام مما يفرز التأثير الذي يعطي الإيجابية والتعاون في الفريق.
والشيء بالشيء يذكر إن تعرض الموظفين إلى الضغوطات العالية في تنفيذ المشروع تماشياً مع الجداول الزمنية المسبقة وكذلك طبيعة ونوع الأعمال الموكلة إليهم تستوجب وجود قائد محفز بالدرجة الأولى يعزز جانب الموارد البشرية مع الجوانب التقنية والتنفيذية للمشروع.
ومن المهارات التي يتمتع بها القائد الاتصال فالمشاريع تعتمد في المقام الأول على التواصل بين القائد والفرق المتعددة المهام وأصحاب المصلحة، بل إن تطبيقه الجيد لمهارة الاتصال يمكن أفراد المشروع من توطيد العلاقات بين مختلف الأقسام مما يؤسس الأسلوب الأمثل في توصيل الأفكار وتنفيذ الأعمال ونمذجة المشاركة والتفاعل في بيئة المشروع.
كما أن حل النزاعات محك رئيس في قدرة القائد على احتواء فريق المشروع فالصراعات أمر لا مفر منه حيث إن اختلاف وجهات النظر في المواقف بين أفراد الفريق الواحد وكذلك الفرق الأخرى من المشروع وتضارب المصالح أمر طبيعي ومن هنا يأتي دور القائد في سماع الآراء المتباينة للخروج بالحلول وتحقيق مصلحة المشروع في المقام الأول وانسجام الفريق على حد السواء.
وفي مقابل ذلك يمتلك القائد الناجح التفكير النقدي الذي يساعد في حل المشكلات والخروج بالأفكار الإبداعية لتنفيذ المشروع وكذلك استثمار العقبات ووضعها في إطار تحليلي استقرائي مما يمنح المشروع ديمومة التنفيذ، لا يوجد مشروع قائم دون وجود مشكلات وعقبات تعترضه إن التغلب عليها وتجاوزها دون إلقاء اللوم على أعضاء الفريق بالإضافة إلى تسجيلها نهاية المشروع لكي تستفيد منه المنشأة هي مهمة من مهام القيادي الناجح.
امتلاك المهارات الناعمة لدى مدير المشروع الذي ينتهج الأسلوب القيادي نحو استثمار العنصر البشري جنباً إلى جنب مع تخصصه الوظيفي عنصر أساسي في التوافق بين أهداف المشروع وتحقيق رغبات أصحاب المصلحة، وكذلك رضا العميل في المرتبة الأولى من هنا تنبثق المعايير القيادية التي تعطي الأولوية لمدير المشروع في ريادة وتنمية الموارد البشرية وتحقيق تطلعات العاملين فهم وقود المشروع القائم على القيادة الناجحة.