لكل مقام مقال
لكل مقام مقال
لكل موقف يمر في حياتك قصة خلف كواليسه، ولكل مناسبة غاية، ولكل حديث أسباب ومبررات فالحديث مع الزملاء في العمل أو أصدقائك تختلف عن الحديث مع الأم والأب، تتعدد المواضيع المطروحة ولكن لكل مقام مقال.
ما أرمي إليه في حديثي هو ملاحظتي لأشخاص كسروا الحواجز وتعدوا مقام الاحترام إلى مقال لا يتماشى مع طبيعة العلاقة الأبوية بين الأب وابنه القائمة على الاحترام، والحب، والمودة.
على سبيل المثال، نشر مقلب على اليوتيوب للإفطار في رمضان أثناء وقت الصيام، وإقحام الأب في المقطع حتى تصور ردة فعله ومن ثم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق المشاهدات العالية ولرؤية منظر الضرب فهو الخلطة السرية لنجاح المقطع.
هل المقلب أتى من مقام التقدير للأب القدير أم من مقال التبرير للمقلب السريع؟
مع هذا العالم المتسارع وفي غمرة تأثير الثقافة الغربية علينا ومحاولة التقليد بأي وسيلة على مبدأ التقليد الأعمى كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:((حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه))، ترك الأبناء مع المصادر الرقمية دون حسيب أو رقيب ودون متابعة، هو سبب في الانفلات التربوي الذي نلاحظه في الآونة من بعض الآباء فالتربية قرار وليس خيار.
غالباً الأبناء يقلدون ذلك العالم الذي نشأوا في احضانه حتى أصبحت أقوالهم وأفعالهم نسخاً مكررة لما يتفاعلون معه دون وجود الرقابة الأسرية وزرع القيم النبيلة والتربية الواعية سوف نجد هذه العينات تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة وتؤثر في المجتمع، حتى يخرج لنا جيل لا يملك من الثقافة والمعرفة إلا سطحيات وقشور بالية لا تقدم ولا تؤخر في أحسن الأحوال.
ولكل مقام مقال، يجب الفصل بين ما يراه الأطفال في عالمهم الافتراضي وبين الواقع المعزز بالأخلاق والقيم التي تحد من موجة التفاهة واللامبالاة، فالمسؤولية تقع على الوالدين في هذه الحالة ولا عذر للأب أو الأم في حال كانت عليهم أعباء وظيفية أو نحوه فالتربية قبل كل شيء.
حتى ينشأ جيل صالح قادر على النهوض بالمجتمع إدراكاً لقيمه الأصيلة، فالمساحة بين العالم الافتراضي والواقعي ليست شاسعة فنقرة زر قد تهدم، ونقرة زر قد تبني، زرع الأسس التربوية القويمة في التوجيه الدائم للأبناء والتعاطف معهم، ومحاولة فهمهم، هو ما سوف يبني لديهم قاعدة تأصل المقام وتبني المقال.
كلام جميل جدا
شكراً على مرورك.
تقبل تحياتي