رمضان الروح
رمضان الروح
في أول مقالة أكتبها في رمضان المبارك أبارك لك عزيزي القارئ بالنفحات الإيمانية، والطقوس الرمضانية، وأسال الله لك ولي ولسائر المؤمنين التوفيق والغفران.
رمضان في كل سنة له إطلالة مشرقة تبتهج به، ويأنس قلبك عليه، يأتيك بموعد ثابت ليخبرك بأن هناك مغفرة ورحمة وعتق من النيران، هو شهر ليس كباقي الشهور وإنما هو فرصة لكي تدرك مشاعرك الإنسانية التي كانت تدور في عجلة الحياة المتسارعة نحو العمل، والمنزل، والأهل، والأصدقاء، ومشتتات الحياة المختلفة.
لا تشعر بالأيام إلا وهي تغدوا بسرعة بين أياديك، يأتي الشهر الفضيل ليضيف رونقاً خاصاً به فالصوم هو رحمة تقربك إلى الله منزلة نحو إحساسك بالأخرين، بمن لا يملك من حطام الدنيا إلا كسرة خبز يداوي بها شتات فقره وقلة حيلته، وكما قال عمر رضي الله عنه (( لو أن الفقر رجلاً لقتلته)) تهذيب النفس لا يأتي إلا بالشعور نحو الآخرين وتقدير حجم النعم التي تغرق فيها.
كما أن الأجر مضاعف فيه تخرج المبادرات نحو إطعام الفقراء، والمساكين الذين لا يجدون قوت يومهم، ليس هذا معناه بأن نشعر بهم فقط في هذا الشهر بل وإنما هو دعوة للجميع بأن مغفرة الله تأتي من التراحم فيما بيننا وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم(( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).
دعوة لكي تتطهر إلى الله بالأعمال الصالحة والنافعة، يخرج لنا الشهر الفضيل أسمى معاني الإنسانية لتفيض بنفسك إلى عنان روحك فتسمو بنفسك نحو النقاء والصفاء.
رمضان ليس مجرد عبادات لها أجر مضاعف بل هي عادات يمكن نقلها إلى باقي السنة على سبيل المثال المواظبة على قراءة القرآن.
بداية لعادة تكتسبها في رمضان لم تكن مواظباً عليها ومن ثم تقترب إلى الله بفعلها في باقي الأيام، رمضان يهذب الأرواح لكي تتلاقى في جنة عرضها السماوات والأرض.
فالغاية من الحياة هو العبادة كما قال الله تعالى:((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) تأخذك الحياة بوتيرتها، بتفاصيلها الكثيرة، وأهدافك، وطموحاتك، ورغباتك، حتى يختل ميزان الحياة بك أحياناً في عالم يزدحم بك.
ولكن كما يقال:(( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ))، كن مع الله يكن معك.
الحياة المتزنة لها سبعة أركان:
- الروحي.
- الصحي.
- الشخصي.
- الاجتماعي.
- العائلي.
- الاجتماعي.
- المهني.
من فضل الله عليك بأن هناك شهراً يذكرك بالجانب الروحي الذي قد تكون غافلاً فيه فترفع نفسك في هذا الجانب، أو تكون قريب من الله فتزداد رفعة ومنزلة، الحرص على اخذ العلامة الكاملة في جميع جوانب الحياة قد لا يكون خياراً سهلاً.
ولكن قدر الإمكان اجعل حياتك متوازنة، ومن يكون قريب مع الله يبارك له في عمره وعمله، لا اكتب مقالتي حتى اتحدث عن الجانب الروحي فلست أهلا لذلك، ولكن اذكر نفسي بأن الحياة ماهي إلا دقائق وثواني استغلها بما ينفعك حتى تحقق غاياتك نحو نفسك وأحلامك وطموحاتك نحو حياة جديرة بالحياة.
مقال ممتاز من الجمال بحيث يجعلك تحب أن تتابع الفكرة تلو الفكرة وأنت في شغف ليس اتصل للنهاية بل لتتعمق في حب الشهر الكريم .
أشكرك على كلامك الجميل والمحفز.
تقبلي تحياتي
مقاله جيده احسست و انا اقرأها بمدى تقصيري في العبادات و التقرب الى الله و أتمنى من الله ان يقويني و يصلح أمري في كل الايام
أبدعت كما طرحك كما عودتنا.. سلاسة الأفكار وتناغم الأحرف هي ما يميز مقالاتك .. لاحرمنا جديدك
شكراً على مرورك وعلى كلماتك الطيبة.
تقبلي تحياتي
بالفعل كلنا مقصرين، اللهم تقبل صالح أعمالنا واغفر لنا.
تقبلي تحياتي