فالنتاين والحب
فالنتاين والحب، في يوم 14 فبراير تتزين الورود في الشوارع معلنة انطلاق عيد الحب كل شيء تزين باللون الأحمر وتماهى بانسيابية تامة بالحب دعونا نتأمل عيد الحب وكيف نشأ أولاً.
عيد الحب ليس حدثاً يتجدد كل عام دون أسباب وقصة تربط الحاضر بالماضي فعيد الحب أو كما يمسى بال Valentine Day له عدة روايات وقصص اذكر منها.
الرواية الأولى
القصة تعود لإمبراطور روماني يطلق عليه كلوديوس الثاني، الذي منع الديانة المسيحية وقرر للرومانيين عبادة اثني عشر إلهاً وعد الديانة المسيحية جريمة يعاقب عليها القانون، إلا أن الراهب فالنتينوس لم يترك المسيحية وقرر العيش وفق معتقداتها اتباعاً للسيد المسيح.
كان يمارس عباداته وكل ما يدين به ويؤمن فيه ولم يكن يخاف من أحد، حتى قبض عليه ووضع في السجن وفي آخر حياته طلب السجان منه تعليم ابنته بعض العلوم بعد أن عرف عن مقدار علمه، فعلمها وهي فاقدة للبصر منذ ولادتها وافق على تعليمها بسبب سرعة بديهتها فوثقت به.
علمها تاريخ روما وقصصها، والحساب، وأسر لها عن وجود الله وفي آخر ليلة قبل وفاة فالنتينوس كتب رسالة إليها حثها على القرب من الله، وكان توقيعه على الرسالة من فالنتاين الحب الخاص بك حتى نفذ فيه حكم الإعدام في 14 فبراير من عام 270 م.
سميت جانب البوابة بورتا فالنتيني تخليداً لقصته وبعد أن دفن فالنتينوس في كنيسة مشهورة في روما عرفت آنذاك بإسم براكسيديس ذهبت جوليا إلى قبره وزرعت اللوز عند مقبرته كانت تتفتح بزهر وردي اللون حيث أنها ترمز للصداقة والحب كما تقول الرواية.
الرواية الثانية
تتعلق بأصل عيد الحب وهي من أقدم الروايات حيث حدثت في العهد الروماني أيضاً حيث كان الرومان يحتفلون بما يمسى بعيد الخصوبة في كل 15 فبراير من كل عام حيث يمارسون فيه بعض الطقوس الغريبة التي كانت تزيد الخصوبة في اعتقاداتهم وقد أعده بعض المؤرخين أصل عيد الحب وتبقى رواية ثانية نستطيع أن نضمها مع الأولى.
الرواية الثالثة
أيضاً كاهن يدعى فالنتاين في عهد الإمبراطور كلوديوس بأحداث مختلفة عن القصة الأولى في الإمبراطورية الرومانية حيث اضطهد الكنسية وأصدر قراراً بمنع الشباب من الزواج وكانت أسبابه بأن الجنود الغير متزوجين أكثر كفاءة وقدرة على أداء عملهم من الجنود المتزوجين.
وقف الكاهن فالنتاين ضد هذا القرار فزوج بعض الجنود بالخفية ومن سوء حظه بأن الإمبراطور قد علم بالأمر فوضعه في السجن وعذب وقد حكم عليه عام 269م بالإعدام بسبب وقوفه ضد قرار الإمبراطور.
وبعد موت هذا الكاهن ضرب المثل بقصته وشجاعته التي دفعته للتضحية بروحه من أجل ارتباط المحبين.
فالنتاين والحب
وبعد ذكر هذه الروايات حتى نسترجع الماضي لنعود إلى حاضرنا الذي نعيشه ونرى الورود الحمراء والهدايا في عيد يحدد بتاريخ معين للإحتفال به هل هذا هو الحب الذي يزداد بريقه في 14 فبراير أم أن للحب معاني أسمى من يوم واحد تتزين فيه السماء باللون الأحمر وتعج به قاعات الاحتفالات والشوارع والأرصفة بالورود والألعاب القطنية كالدببة والعطور والهدايا التي تقدم في عيد الحب والتي ترمز للحب.
الحب أسمى عاطفة تسكن الروح الحب، ليس مشروط وليس له حد أو مدى الحب هو استمراريتنا في الحياة فمن غير الحب لا نستطيع أن نعيش، الحب هو أن تحب ليس لأجل الحب بل لتسمو عالياً مع من تحب.
رجلاً من البادية أتى النبي صلى الله علبه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة قائمة؟ قال: ويلك ماذا أعددت لها؟ قال: حب الله ورسوله قال: أنت مع من أحببت.
فالمرء مع من احب ذلك الحب الغير مشروط لله، وللرسول صلى الله عليه وسلم، وللوالدين والأهل وجميع علاقاتنا، نحبها لأننا ارتبطنا بها ليس هناك مصلحة شخصية تحكم فيما بيننا فالمحبة في الله عظيمة لا يعلم قيمتها إلا لمن منح الحب وسام الشرف في صدره ونقى قلبه من شوائب الدنيا.
حب نفسك أيضاً أعطها حقها فإذا لم تحب نفسك لن تستطيع أن تحب، مارس الحب في كل شيء حتى يلين قلبك.
ذكر الله والعمل بالطاعات حب وإتباع ما أمره الله هو الحب الذي لا يتقيد بتاريخ ولا يظهر في وردة حمراء بل يرافقك في كل أنفاسك.
فالمحبة هي العطاء والتضحية والإخلاص الذي يمنح الوفاء لأصحابه تلك المحبة شعور يخالط القلب فيهذبه ويجعله أسيراً لذلك الحب.
وليس الحب فقط للكائنات الحية حتى الجمادات قلمك، كتابك، جوالك، حقيبتك، سيارتك التي تتنقل فيها إلى كل مكان، نزهتك التي تقضيها مع الأصدقاء، فإن ما يرافقك باستمرار واعتنيت به سيدوم بفضل ذلك الحب.
الحب لا نهاية له فحينما تحب جميع الأشياء التي تحيطك ستنظر للحياة بتفاؤل يمنح لوجودك غاية مثلى وقيمة عليا.
عملك إذا أحببته سوف تتقنه وتبرع فيه حتى تتقلد أعلى المناصب فكرتك إذا احببتها ستعطيك الإصرار لتنفيذها فالحب هو المحرك الأول لكل الأحلام والطموحات والإنجازات فمن يحب هو من يستطيع أن يجعل الحب يرافقه في كل مكان ويستمتع به.
الحب ليس كلمة أو وردة حمراء، بل هو شعور رائع يجعل الحياة تنبض بكل ألوانها وكل اطيافها وكل مساحاتها، من أجلك ولأجلك، فهو ينعكس عليك ويعطيك الجمال في الصور والأشكال المتعددة حتى تقولبها بطريقتك الخاصة وتمزجها بعبير المحبة الذي يسكن في فؤادك للسماء للأرض للوجود لمن خلقك في هذا العالم الكبير والشاسع لرب العالمين فوق كل شيء.
فحينما تحب سوف يلين قلبك وجوارحك نحو غاياتك التي تنمو بالمحبة وتزدهر في باحة الأيام بتفاني يفيض بسحرك الخاص، وأسلوبك الجذاب، نحو كل معنى تكتسبه من الحياة وكل خبرة تزيدك يقيناً، ورسوخاً، في أيامك التي تقضيها ولحظاتك التي تشعر بها.
ذلك هو الحب وعذرا يا فالنتينوس لم تستطيع أن تعطيني ذلك الشعور.
فالنتاين والحب، ماهو إلا صورة خاوية من المشاعر، بل هو اصطناع مؤقت لمشاعر زائفة تنتهي بموت الوردة الحمراء أو إنتهاء رائحة العطر وانقضاء وقت مبني على روايات مختلطة من قصص لم نعيشها بل نضع أنفسنا في شيء من الماضي الذي لا يربطنا به سوى التقليد فقط.
القصة حينما تروى نأخذ منها العبرة أو تضيف لحياتنا معنى، وليس اختلاق يوم لكي نحب فيه ونظهر فيه الحب هو ما يجعلنا نشعر بالحب أو نستشعر عظمته.
أبدعت في اختيار الكلماتك وتوصيل الفكرة..
لا تحرمنا جديدك
شكراً على تعليقك.
تقبلي تحياتي