مهندس مع وقف التنفيذ سيناريست قاص شاعر أحياناً هكذا يعرفنا عن نفسه في مدونته، كتاباته ساخرة وأسلوبه السهل الممتنع يمزج الكلمات ليصل إلى الفكرة بأسهل الطرق.. أترككم مع اللقاء الفريد من نوعه مع الكاتب نواف قوارش.
حدثنا عن نفسك.
وهل توقفتُ يومًا عن الحديث عن نفسي حتى أشرع به الآن؟ أنا نواف ابن محمد قوارش، وجدتُ نفسي في مكة المكرمة دون أن أختار، فزادني ذلك اعتزازًا، درستُ الهندسة المدنية التي أُرِيدَت لي، ثم عملتُ في الكتابة التي أردتُ، ولازلتُ أتخبّط بين الكتابة الدّرامية والتسويقية و”السوشلية” إلى أن يهديني الله سواء السبيل.
لماذا لم تعمل في مجال الهندسة؟
عملتُ فيه لمدة خمسة أشهر فقط، اكتشفتُ فيها أنّني لم أُخلَق مهندسًا للمباني! ربّما للأفكار، للكلمات، للأفلام… لا زلت أبحث وأستمتع برحلة البحث.
متى بدأت في القراءة ومتى بدأت تكتب؟
سأفترض سؤالك عن القراءة هنا بمفهومها الشّامل – الذي تحدّثت عنه في مقال “كيف تصبح كاتبًا” – فهذا بدأته منذ عمرٍ مبكّر جدًا، في سنّ السابعة تقريبًا، ولم أُتبِعه بالكتابة الحُرّة إلا في عمر الثالثة عشر خِلسةً ولا زلتُ أحتفظ بما كتبتُه آنذاك.
أمّا القراءة من الورق فبدأتُها منذ الطفولة، بقراءة ما يقع في يدي من كتبٍ منوّعة تقتنيها والدتي، والصحيفة التي يشتريها والدي بعد صلاة الجمعة كي تغطّي “الحبحب” وبعض أوقات الفراغ، بالإضافة إلى روايات “آجاثا كريستي” التي أهداني إيّاها صديق.
لمن تقرأ؟
اقرأ ما يعجبني بغض النظر عن الكاتب، وأحاول التخلّص من هذه العادة إلى قراءة ما يفيدني لفظًا ومعنًى.
حسابك الخاص بالمدونة في الإنستغرام جميل وممتع فهو يكتب كامل التدوينة بطريقة شيقة مالسر في تصميمك على كتابة المدونة في حسابات السوشيل ميديا التي تغلب عليها السرعة؟
التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي رغم أنّه قصير الأمد لكنّه فيروسيّ الانتشار. لديّ موقع أعمل عليه – منذ عام وهو تحت الإنشاء – ولا أدري متى سيصبح مأهولاً، لكنّني سأجمع فيه ما ارتكبتُه من نصوص، إلى جانب بعض السيناريوهات الوثائقية والدرامية والتّسويقية (للمهتمّين).
ما هو أسلوبك في التغلب على قفلة الكاتب؟
الانصياع لها! مع تكرار المحاولة.
طقوسك الخاصة في الكتابة؟
لا أؤمن كثيرًا بالطقوس، الهدوء التّام، في مكانٍ جميل، مع مشروبٍ ساخن، كفيلٌ بتسليط أصابعي على لوحة المفاتيح والبدء! (جمعتُ هذه الأماكن في هايلايت الانستغرام تحت عنوان #وقت_الكتابة).
متى تصل إلى أعلى مرحلة في تدفق الأفكار أثناء الكتابة؟
أعتقد أنّ خلايا دماغي تتفتّح مع الزّهور (صباحًا).
هل كل كاتب يستطيع أن يجيد حبكة السيناريو؟
لا أعتقد ذلك، بل إنّ بعض الروائيين لا يجيدون كتابة السيناريو. ومن الكُتّاب من يجيد نسج السيناريو، لكن لا ميول لديه إلى كتابة الرواية.
أعتقد أنّ السيناريو يحتاج إلى توظيف الخيال في خلق شخصية تعيش قصة مُطَّرِدة التصاعد، ذات مفاصل مؤثرة، وبطريقة يمكن تحويلها إلى مشاهد مثيرة وممتعة!
لماذا تكتب؟
كي أتعافى! ولو استطعت التعافي بغير الكتابة لفعلت.
نصيحتك للمقبلين على هذا المجال.
أن يتأكدوا أنّه المجال الذي يشكّل نقاط قوّتهم الحقيقية، والتأكّد يتم بعدة طرق لا مجال لذكرها (طريقة لبِقة للهروب من سؤال لا نعرف إجابته).
طموحك، إلى أين تريد أن تصل؟
كيف يمكن أن نضع حدًّا لطموحاتنا؟ وهل سنبلغ السعادة والرّضى إن وصلنا ذلك الحدّ؟ أرى اللّذة في البحث عن ذواتنا، واختبار قدراتنا دوريًّا، وممارسة الحياة بمزيجٍ من القناعة والطّمع.
ماهي رسالتك التي تسعى لإيصالها من خلال الكتابة؟
لا أدري… أنا أكتب تحت تهديد القلم!
إلى متى ستكتب؟
إلى متى سأعيش؟
هل الكتابة موهبة أم ممارسة؟
كما يصنّفون الشعراء إلى مطبوعٍ ومصنوع، فالكاتب كذلك ربّما، الجواب التقليدي سيخبرك أنّ الموهبة يجب أن تُصقل بالممارسة حتى تصنع قلمًا لا يشقّ له غبار… والجواب الحقيقي هو أنّ الإجابة التقليدية صحيحة في الغالب!
من هم الكتاب الذين تقرأ لهم بإستمرار؟
في “تويتر” يعجبني السهل المدهش الممتنع، وأذكر أبرز ثلاثة أقلام أفضِّلُها (حاليًّا) : محمد الرطيان – مفرج المجفل – وفاء الحربي.
كتّاب تأثرت بكتابتهم؟
التأثّر بكتابة الآخرين يعني تقليدهم، وأزعم وأظنّ وأرجو أنني لا أقلّد أحدًا… وهذا سبب اختلاف النّاس في قراءتهم لي إلى صنفين: أحدهم يعرف أنني أكتب بطريقة لا تشبه أحدًا، والآخر لا يفهم ما أكتبه. (دُعابة).
كيف تصقل موهبة الكتابة؟
بقراءة وجوه العابرين، وتجارب المقرّبين، وبراءة الطفولة، وتجاعيد الشيخوخة، وصوت المطر، والضّحك، والبكاء، والموسيقى، ومطالعة الكتُب، وممارسة الحياة بالطريقة التي تجبرني على الكتابة (التفكير).
كيف تحول الكتابة إلى خدمة مدفوعة الصعوبات والعوائق.
الأمر يبدو محرجًا للوهلة الأولى! لكنّه يدعو للفخر والاستزادة والبحث عن المزيد لمن يفهم نظرية الرزق، التي تشمل المؤمن والكافر والذكي والأقل ذكاءً.
أعتقد أنّ كلاً منّا خُلِق بنقاط قوة مختلفة عن معظم أقرانه، ويجب أن نتبادل المنفعة كي نستطيع العيش على هذه الأرض بطريقةٍ كريمة تليقُ بالإنسان، وحين تعرف نقطة القوة التي لديك وتعمل على تطويرها، وتستثمرها في الحصول على المنافع الأخرى التي يملك مفاتحها الآخرون ممّن هم دونك أو أعلى منك (مادّيًا أو مهاريًّا) ستجد أنّك تتقدّم بخطواتٍ لا بأس بها نحو التميّز في سوق العمل، وتستطيع رفع قيمة أعمالك تدريجيا ووفقًا لتناسب العرض مع الطلب.
العوائق كثيرة – كحال أيّ مهنة ومجال – لكن التغلّب عليها يتطلّب أمورًا كثيرة لا زلت أتعلّمها وأستنتجها، أهمّها المرونة ومناقشة العميل فيما يحقّق له أهدافه، وتصحيح نظرته إن كانت خاطئة بطريقةٍ لطيفة مقنعة.
كيف ترى مستقبل الكتابة خصوصا ان الكثير اصبح يكتب؟
يُقال بأنّ الكتابة هي الثورة المعرفية الأولى للبشر الذين اعتادوا التعبير بألسنتهم على مرّ العصور، ولا تزال تحتفظ برونقها وبريقها وسُلطتها ولا أظنّ هذا سيتغيّر حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ما هو النظام الذي تعتمده في تسعير خدماتك؟
يعتمد على أربعة أركان : الوقت الذي سيستغرقه مني الأمر قياسًا مع موعد التسليم – حدود الإبداع الذي يتطلّبه النّص – مقدار التميّز الذي أعرف أنّني سأضفيه على العمل – تاريخ العميل معي!
ماهي علاقة السجع في طلبات العملاء وهل كثير يطلبوها؟
لا تُطلب بشكلٍ صريح من العميل، ولا أفضّل استخدامها بلا دليل، لأنّ لغة التعليق الصوتي والمحتوى التسويقي تختلف جذريًا عن الخُطَب والأقاويل.
فقرة 199 إلى أين اوصلتك؟
إليكم أولاً، وأتوقّع أن توصلني إلى شيء لا أدري ما هو، ولا أبحث عنه بالضرورة! لكن إن استطعتُ تخصيص مساحةٍ إعلانية في المقالة، تقدّم لي عائدًا شهريًّا يقارب ما تجنيه “مودل روز” في إعلان مدّته 10 ثوانٍ، فسأكون ممتنًّا للكون كلّه! ولمودل روز أيضًا.
هل يمكن الإعتماد على الكتابة وصناعة المحتوى كدخل ثابت يغني عن الإلتزام الوظيفي؟
يمكن لمن وصل إلى مرحلة متقدّمة من الموهبة والتميّز ومن ثمّ الشُّهرة في الوسط. الأمر يحتاج إلى الكثير من العمل الشاقّ والتسويق المتواصل المتنوّع.
ماهي آثار الكتابة عليك؟
أحيلك إلى ما كتبتُه سلفًا: الذين يظنّون أنّ الكتابة منحة، لم يجرّبوا الشعور الذي يحاصر أحدهم حين يحاول الكتابة عن أيّ شيءٍ سوى الوجع!
أسس الكتابة التي ترتكز عليها؟
الثراء اللغوي – التأمّل العميق – الخيال الحاضر – المزاج الجيد
كيف تكوّن مقالتك؟
باختيار الفكرة التي تلحّ عليّ أولاً، ثم تحويلها إلى نقاط، ثم الكتابة بعشوائية، ثم تهذيب النّص وتنقيحه، ثم تهذيب النّص وتنقيحه، ثم تهذيب النّص وتنقيحه، ثم ضبطه في 199 كلمة فقط!
كلمة أخيرة تحب أن تنهي بها اللقاء.
شكرًا، لأنّ هذا لقائي الأوّل المرصود على هذا الكوكب.
حسابات التواصل الإجتماعي: