الإبداع لغة العصر
مما لا شك فيه أن الإبداع يعتمد على التجديد والإبتكار، وهو تحويل المواد المعتاد عليها إلى عناصر أخرى عن طريق تغيير التفكير النمطي في استخداماتها، ابتكار نوع جديد من أي شيء ما هو إلا تطوير مستحدث ناجم عن الإبداع.
لذلك الإبداع هو استمرار التطوير، على سبيل المثال حينما ابتكرت أبل هاتفها الذكي قامت سامسونج بإصدار هاتف ذكي آخر واصبحوا فيما بعد من ابرز المتنافسين في المجال إختراع هاتف ذكي من العدم ما هو إلا تطوير لمواد موجودة مسبقاً فالتفكير خارج الصندوق هو محصلة الإبداع.
وحينما تتغير معايير الصندوق يتجدد الإبداع وما الساعات الذكية إلا امتداد للتفكير الإبداعي فكلما فكرت خارج الصندوق وظهرت النتائج سوف تتغير ملامح الصندوق الذي تفكر خارجه.
يقول ميهالي مؤلف كتاب الإبداع سيكولوجية الاكتشاف والاختراع بأن (( الابداع هو مصدر مركزي للمعنى في حياتنا … معظم الأشياء الممتعة والمهمة والإنسانية هي نتائج الإبداع … و عندما نشارك فيه نشعر أننا نعيش أكثر من باقي الحياة )).
فالإبداع هو حصيلة معرفية من المعرفة المسبقة التي نربطها بروابط غير اعتيادية للخروج بنتيجة فريدة من نوعها.
مجالات الإبداع كثيرة ومتعددة تمكنك من ممارسة العملية الإبداعية، وتثري بالتجربة، سواء في المجال العلمي أو المجال الأدبي ايضاً وغيرها من المجالات، على سبيل المثال إنتاج رواية ملحمية او كتاب عظيم هو إبداع في استخلاص المفردات اللغوية وإثراء فكري في رؤية تصورية للواقع لإبراز مشكلة مجتمعية أو رؤية معينة.
وتأتي الكاتبة أجاثا كرستي والمعروفة برواياتها التي تنضوي تحت أدب الجريمة في مقدمة الأسماء الرنانة في مجالها لماذا؟
لأنها مارست العملية الإبداعية في سلسلة رواياتها فأصبح اسمها مخلداً في الذاكرة فالإبداع هو سر البقاء حينما تبدع فأنت تخلق أجوائك الاستثنائية لاستشعار كينونة الأشياء من حولك.
الإبداع هو احتواء الأفكار الغير قابلة للتصديق بطريقة يقبلها العقل والمنطق وتستطيع فعلياً إخراجها إلى أرض الواقع.
تنتشر مقاطع الفيديو في وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص يمتهنون مهنة عادية من حيث سقف الاحتمالات ولكنهم يتفاعلون مع أعمالهم التي يمارسونها في ابداع متألق، يخرجون فيه من دوامة الروتين والنمطية إلى طرق فرعية أخرى، تجعل لهم سبق الريادة.
مثل فيديو الفتاة الصينية التي تستطيع عد النقود بسرعة هائلة، وأيضا عمال المخبز الذين يسلمون ويستلمون الخبز عن طريق رميه في الهواء، والشيف الذي يرمي عجينة البيتزا بطريقة مذهلة وأسلوب رائع وهو يلف أرجاء مطعمه الخاص وكأنه يتفاخر بمهارتهالجاذبة للعجين.
إذن الإبداع ليس له محطة انطلاق معينة، جميع المجالات تستطيع أن تلمس فيها الإبداع الفرق يكمن في التفاصيل الجوهرية الصغيرة والملاحظة التي تأتي من الخبرة والممارسة.
الإبداع هو خط البداية للإنجازات التي تفخر بها الدول، مرسيدس فخر الصناعة الألمانية ولمسات كارل فريدريش بنز صاحب الريادة في تصميم وهندسة المحرك الألماني أحدث ثورة ونهضة أدت إلى ظهور أنواع مختلفة من السيارات بل وتتطور حتى هذه اللحظة ومستمرة إلا مالا نهاية إنه الإبداع المستمر وغزارة الإنتاج.
الإبداع ليس له حدود له، توظيفك لمهاراتك بالطريقة الصحيحة مع الخبرة والممارسة يمكنك من أن تكون مبدعاً في مجالك أو أي هواية تمارسها فكر خارج الصندوق وستحصل على النتائج.