محمد إدريس بشارة من جمهورية السودان، صدرت له رواية بعنوان اللآلئ النادرة، يعمل كمدير مشاريع هندسية وله حس إبداعي فريد، أترككم مع هذا اللقاء الشيق.
1- عرفنا على نفسك.
قبل كل شيء أتقدم بالشكر لك لإتاحة هذه المساحة من خلال مدونتك الرائعة واحتوائها على أفكار ومبادرات ممتعة وغنية بالمعرفة والتنوع، وانتهز هذه الفرصة للتعريف عن نفسي، اسمي محمد إدريس بُشارة، الجنسية سوادني، مواليد 1980م.
زوج، أب، أعمل كمدير مشاريع وتسويق في نطاق الهندسة المعمارية والديكور، مُحب للكتب والأدب الإفريقي والعربي، مهتم بعلم النفس والعلاقات الإنسانية. ومن هواياتي المفضلة التصوير الفوتوغرافي والسينمائي.
2- ماذا أضاف لك العمل في مجال الديكور؟
في الحقيقة لم يقتصر عملي على مجال الديكور فقط، كانت لدي بدايات متنوعة حتى وصلت لهذه المرحلة، ومن خلال دراستي في مجالات الإدارة والتسويق داخل نطاق الهندسة والبناء والتشييد اكتسبت خبرة ومهارة وقمت بترقية تلك المهارات بدراسات أكاديمية حتى أكون ملم بجميع الأمور الفنية والهندسية، وبعد سنوات طويلة وجدت نفسي في هذا المسار الجميل، برغبتي واختياري.
3- ما هي أساسيات العمل في مجال الديكور؟
من خلال تجربتي الشخصية في هذا النطاق ومع اكتسابي لخبرات متنوعة من خلال دراستي في عدة مجالات وتعاملي مع عشرات الآلاف من العقليات من مهندسين وملاك وفنيين هناك قواعد وأسس علمية ونفسية يجب أن تكون مطابقة لعقلية الفرد، والسبب أنه قد يضيع الإنسان فترات طويلة من الدراسة في العمارة ويجد نفسه بأنه لا يمتلك أي ميول دراسية نحو هذا التخصص ولا يتماشى مع شخصيته.
العلم تطور وأصبحت هناك اختبارات ميول دراسية بجانب كل شخص يرغب في اكتشاف قدراته العلمية قبل اتخاذه لقرار اختيار لأي تخصص في مجال الهندسة المعمارية تحديداً لتصنيفها دولياً من أنها أصعب المهن على الإطلاق، وهذا الأمر لا ينطبق على العمارة فقط وإنما باقي التخصصات أيضاً كالطب والطيران وغيرها، وبالنسبة لي أهم قاعدة أرى أنها يجب أن تتوفر في أي شخص يدخل في مجال جديد أو مشاريع مستقبلية، يجب أن يكون لديه طموح وشغف في تطوير وابتكار أشياء جديدة غير متاحة في الأسواق ومكررة، حتى يكون هناك تنافس في الأذواق أيضاً.
4- بصفتك مدير المشاريع والتسويق ماهي أبرز الضغوطات التي تواجهك؟
لا فرار من الوقوع في المتاعب، لاختلاف أنواع المشاريع ودرجة الصعوبات التي يتعرض لها مدراء المشاريع. ومع مرور الوقت واختلاف تلك التحديات، دائماً ما نطرح جميع الصعوبات التي تقابلنا في طريقنا على طاولة نقاش، ونستخدم أساليب مبتكرة تساعدنا في تخطي تلك العقبات وعدم تكرارها مستقبلا، والمشاريع الهندسية تحتاج إلى الكثير من المرونة للتصدي لتلك المفاجآت، لأنه ليس بالأمر السهل أن تدير مشروع توجد به آلاف البنود المتنوعة دون أن تكون لديك دراسة شاملة ومسبقة كالتصميم والجدول الزمني والمقترحات البديلة، لمواجهة تلك الصعوبات.
5- هل قواعد وأسس هندسة التصميم ثابتة أم أنها متغيرة؟
إجابتي لهذا السؤال تحتاج إلى العديد من المحاور وسأكتفي بإجابة مختصرة لأنه ضمن نطاق معرفتي الشخصية، فالهندسة المعمارية تعتبر فضاء شاسع ومدارس مُختلفة، وحتى أكون بعيداً عن الدخول في تفاصيل تحليل العناصر الثابتة والمتغيرة.
يمكنني القول أن قواعد التصميم ينبغي أن يكون انعكاساً للعوامل الثابتة كخصائص الموقع وطوبوغرافيته وعوامل الطقس وحركة الشمس النهارية وموقعها من المبنى، إضافة لحركة الرياح وطبيعة المؤثرات المجاورة وإطلالة الموقع والاتجاهات المفضلة أو التي يُفترض تجاهلها، وأيضاً مسارات الحركة المحيطة والتي تقود الشخص من وإلى الموقع وغيرها.
أما بالنسبة للمتغيرات فتشمل الفكرة المعمارية والجدول الزمني، بالإضافة إلى تحول الأسس البدائية في العمل وتغيرها مع الوقت ، فالاختلاف دائماً ما يظهر في أنواع المواد المستخدمة والأدوات، والآن في عصرنا الحالي نشهد الكثير من المتغيرات، مثل البرامج الحديثة والتكنولوجيا العصرية في منازلنا والذكاء الاصطناعي الذي حل محل الكثير من الأُسس المتعارف عليها في عالم الهندسة المعمارية قديماً.
6-ماهي ألوانك المفضلة التي تفضلها في التصميم؟
تساؤل جميل يمكنني اختصاره باختياري لثلاثة ألوان متناسقة مع بعضها ومفضلة لدي ولكن هذا الاختيار يعتبر مفضل بالنسبة لي ولا يُعبر عن رغبة الأذواق الأخرى، والألوان من حولنا لها تأثير فسيولوجي على نفسياتنا وشخصياتنا وراحتنا داخل منازلنا، أو حتى في أماكن أعمالنا، وهذا أمر لا يُدركه كثير من الناس.
هناك طرق عديدة ومبتكرة لمعرفة ماهي الألوان التي تُناسب شخصية المرء من خلال دراسات علمية مُثبتة، لذلك يُستحسن أن يتعرف الإنسان على ما يتلاءم مع راحته النفسية قبل أن يُشرع في تنفيذ تصاميم هندسية لمنزله أو مشروعه الخاص.
7- ما هو طموحك الوظيفي؟
من وجهة نظري أنا أرى أن الوظيفة هي مراحل عمرية واحتياج مؤقت وليست طموح، فكلما يتقدم الإنسان في نموه وينضج فكرياً وخصوصاً إذا كان شغوفاً بالعلم والمعرفة تتمدد معه آفاق العمل الحُر، حتى يرتقي بنفسه مادياً ونفسياً وجسدياً، وهنا تقل مرتبة الوظيفة وترتقي مرتبة الفكر الحر ويبدأ الإنسان في ابتكار طرق بديلة باستقلالية وتفرد.
طبعاً هذا الأمر لا ينطبق على الجميع فهناك من يفضل أن يعتلي السلم الوظيفي ويكون في أمان تام وهذا لا يعتبر خطأ بالعكس هو تفكير سليم وأيضاً يندرج تحت الحريات الشخصية، أما بالنسبة لي لا حدود لأفكاري. أنا حالياً أطمح إلى تنفيذها إلى أرض الواقع لتكون بجانب تلك الإنجازات التي نشهدها اليوم.
لدي يقين تام أن كل شيء نراه بأعيننا أي شيء يكون ملموس بين أيدينا هو من صنع الإنسان، ويمكن لأي إنسان أن يُطبق فكرته على أرض الواقع كما فعلوا أولئك اللذين سبقونا.
أميل دائماً إلى ابتكار الأشياء التي لا تكون مكررة حتى في تفاصيل عملي، لأنه لدي إيمان كامل بأن التقليد نهايته سريعة، وبصراحة لا أريد الميل إلى هذا الاتجاه، أو بمعنى آخر أتجنب التعامل فيه، حتى إذا تم فرضه علي على أرض الواقع.
8- كيف تقيس نجاحك؟
النجاح في مضمونه الحقيقي بالنسبة لي لا يرتبط بمقاييس محددة، لأنني حتى الآن أرى في نفسي أنني ما زلت مستمر في ترقية فكري علمياً ومعرفياً ومحيطي مادياً، وقد يكون وصفي للنجاح بكل بساطة أنا أستمتع باللحظة هنا والآن.
9- العمل في مجال الديكور والكتابة جميعهم مجالات تعتمد على الإبداع ما الخيط الرفيع بينهم؟
سأحاول توضيح الفروقات بطريقتي الخاصة آمل أن لا تكون مشتتة للبعض، الخيال حلقة الوصل بين كل فكرة وفكرة وهي البصمة الفريدة، وعقلية الكاتب تعتبر عقلية متفردة كبصمة الإصبع تماماً لا يمكن تقليدها ولا يوجد تنافس في هذه المساحة.
في نظري الكُتَّاب الأشخاص الوحيدون الذين يعملون بكل أريحية ولا يأبهون بعملية التنافس، لأن الموضوع يقتصر على إرادة الشخص نفسه في أن ينهض من سباته ويطلق العنان لخياله في كتابة أي فكرة أو موضوع على الورق.
أما بالنسبة لمجال الديكور فيحتاج الأمر إلى منظومة متكاملة من مهندسين معماريين وفنيين وطاقم شركاء متعدد في إنجاز أي مشروع ولكن في البداية يبدأ أيضاً بفكرة وينتهي بفكرة مغايرة، لأن هذا العمل مشترك داخل عُقول مُتنوعة، حتى وإن كانت الفكرة نابعة من طرف واحد ومنسُوبة له فهناك تفاصيل فنية تحتاج إلى متخصصين للتعاون مع بعضهم البعض لأن العناصر متنوعة ومتعددة وتحتاج لمتخصص داخل كل قسم.
10- بحكم أنك روائي حدثنا عن عملك الأول اللآلئ النادرة.
أنا أستمتع في الكتابة وأشعر بأنها جزء مني فلقد اكتشفت هذا الشعور منذ أن كنت في عِقدي الأول من العُمر، وجدت أنني أميل إلى الكتابة ولكنني لم أجد البيئة المناسبة حتى أطلق العنان لأفكاري، وكما يقال من قبل البعض عندما يحاولوا أن يصفوا شخص ما، “فلان حسن القريحة، فلان لديه قريحة متميزة” ترددت إلى مسامعي تلك الكلمات.
ربما كانت هي البذرة التي استندت عليها وأثمرت في داخلي نوع من الفضول في اكتشاف نفسي أكثر، وهذا الشيء أشعر به وكأنه نما بالفطرة ومن هنا أتت بعض المحاولات في كتابة القصاصات والخواطر ومحاولات لا بأس بها من القصص القصيرة، وكانت تلك الأشياء في ذلك الزمان مخبئة بيني وبين نفسي.
الجدير بالذكر أنني مع الوقت اكتسبت شجاعة لربما لصغر سني أو ما شابه، باستعانتي ببعض الملهمين المقربين لأطلعهم على بعض من تلك القصاصات، وكانت تزيد رغبتي في التحرر كلما وجدت في أعينهم نظرة الرضا والاعجاب، حتى أن هناك من كان يطالبني بكتابة بعض المقالات ونشرها في صحف محلية.
لم تسنح لي الفرصة مع تقلب الأحوال، أو في نظري لم يكن الوقت مناسب لأن يظهر قلمي للملأ، تحول ذلك الشغف إلى أرض الواقع عندما اكتملت لدي جميع الرؤى، وقررت أنني سأنجز هذا العمل الذي قارب على العشر سنوات مُخبئ في داخلي ما بين تأجيل وخوف وتردد من فشل التجربة.
لم أجد تفسير لكل ما حصل لهذا التأخير الذي طرأ لعملي الأول سوى أن الإرادة لم تكن حاصلة آنذاك، ولكنني اكتشفت أنني أستطيع أن أكتب حين أريد ذلك وهذا ليس بالأمر السهل.
11- هل الرواية تساهم في إبراز المشاكل المجتمعية؟
إلى حد ما تساهم في إظهار جزء من المشاكل التي تعاني منها بعض المجتمعات، ولكنها للأسف لا تسقط بين أيدي المسئولين أو من لهم قرار باتخاذ إجراءات حاسمة.. إلا بعد تعرض تلك الرواية لعدة مراحل أو يكون لها صدا أو انتشار واسع من خلال وسائل الإعلام المتنوعة.
12- ما هي رسالتك التي جعلتك تكتب؟
الكاتب دائماً يجب أن يكون صادقاً مع نفسه قبل أن يكون صادقاً مع الآخرين، والمتعارف عليه بأن الكاتب يكتب من وحي أفكاره حتى وإن استخدم خياله المطلق، حتى وإن تنافت الفكرة مع معتقداته فهو في بعض الأحيان يخاطب الناس من أرضه ومن فكره أي بمعنى آخر من منظوره ففي النهاية يعتبر الكاتب كتلة مشاعر متحركة.
ورسالتي بهذا الشأن تنطلق من محور الإنسانية فأنا لا أرغب بتغيير مبدأ أو منظومة متكاملة أنا فقط أحاول إيصال صوت، عن طريقة رسالة إنسانية لأنه لدي إيمان كامل أن الإنسانية لها الكلمة الأولى، رغم سخرية البعض من هذا الأمر، أحاول أن أقول كُن إنساناً فقط ولا أحاول أن أفترض شيء وكما هو متعارف عليه دائماً ما يتفوق الخير على الشيء النقيض.
13- كيف استوحيت علمك الروائي الأول؟
في الحقيقة أنا أميل إلى أدب الرواية الفانتازيا وأدب الجريمة، وأميل إلى تأليف الكتب العلمية، وأعشق التحديات وأعيش في الواقع، وكما أسلفت بأنني أعشق السينما والتصوير، ولدي يقين أن الأدب هو لسان السينما، ورأيت أن هناك أزمة إنسانية في ديارنا منذ عدة قرون، يكبُر جيل ويأتي جيل بعده ليجد نفس المعاناة تنضج وتكبر معهم، حاولت أن أمزج تلك الأفكار وطرحها على أرض الواقع لنقاشها على الطبيعة من خلال عمل أدبي اجتماعي، يُركز على نوع المُشكلة، مع طرحي للعديد من الأسئلة، من بينها لماذا يتكرر هذا المشهد.
والأمر الطبيعي أن كل ما يُذكر في تلك الرواية قد يُرى من قبل بعض الأشخاص أنه أمر عادي لاعتيادهم عليه، ولكن لم يعلموا أنني كُنت أصف أن كل الكنوز والثروات الموجودة في ديارنا لا تساوي قيمة هذا الإنسان الذي يعيش هناك، وكما يجهل البعض أن هذا المعاناة ليست في إفريقيا فقط بل في أغلبية الدول يوجد نفس الأشخاص المنسيين يعيشون في الضواحي مهمشين لدرجة أنهم لا يستطيعون معرفة ماذا يريدون من هذه الحياة.
فالمرأة لا تعرف الحب ولا تشعر به، والرجل لا يعرف المرض ومن ماذا يشتكي ويتألم بل الجميع يعانون من نفس المشاكل رجل ومرأة، يموت البعض بحسرة دون أن يعرفوا حقيقة حياتهم. الشباب يهرب عن طريق الهجرة للبحث عن لقمة العيش وحياة جديدة.
لا يوجد تعليم يتكفل في تنمية قدراتهم وتنمية مهاراتهم، يموت الآباء وابناءهم في الغربة. وهناك قصص كثيرة لا تُحكى وأمرّهَا أن الأحفاد لا يعرفون أجدادهم. النساء يبكين حتى يجف دمعهن لأشياء لا يستطعن وصفها مجرد تراكمات في تراكمات.
لا يوجد حقوق لطفل أو فتاة يانعة، أو كهل جار عليه الزمن. وفي نفس الوقت تباع الفتيات القاصرات للقوافل بثمن بخس حتى يعيش آباءهم، جهل، فقر، ضياع، معتقدات تتضخم، رغم كل المحاولات التي يقوم بها الأفراد بصفة شخصية وإنسانية في انتشال أولئك الناس.
ومع الكثير من المجهودات التي تقوم بها بعض المنظمات العالمية في دعم الأشخاص الغير قادرين على تحمل عبء العيش، إلى أن أصوات تلك الفئة من البشر ما تزال كما هي تصرخ إلا أن يسمعهم أحد.
الموضوع أكبر من أن يكون تبرع بلحاف لتغطية أجسادهم من البرد، أو حفر بئر ليروي عطشهم، أو بعض المؤونة لتقوية أجسادهم من السقوط، أكبر وأعمق بكثير فأنا حاولت جاهداً أن أتعامل مع هذا الأمر بشكل مغاير وأن أنظر لجذور المشكلة. وإظهارها علنَّا حتى يتسنى لنا إيجاد حلول لها، ولكن للأسف لا يوجد رحمة من أي إنسان خارج تلك الديار وأقصد بهذا الأمر الإنسان الذي يرى أنه قادر على المساعدة ولا يفعل.
لأنهم بكل بساطة لا يشعرون بمعاناة هؤلاء الأشخاص، ومن هنا أتى المسمى، ولهذه الأسباب رمزت أو وصفت المرأة الأصيلة الصالحة العاشقة الأنثى الجميلة، (باللؤلؤة) وشبهت الرجل صاحب الخلق والكرم والجود والإنسانية بالشخص (النادر) وفي سردي للرواية اخترت أن تكون اسم شخصية البطل (نادر) ومن يعشقها (لؤلؤة) ومع كل تلك الايحاءات أردت أن يظهر عملي (اللآلئ النادرة) إلى السينما العالمية من خلال فلم سينمائي يُظهر الفكرة التي أحلم بها، ويترجم لعدة لغات، علها تساهم في حل تلك الأزمات المتتالية وتعريف البشرية، أنه لا يوجد أثمن وأغلى من الإنسان على وجه الأرض بجانب المخلوقات الأخرى.
14- هل تطمح لعمل روائي آخر؟
نعم بكل تأكيد، إن شاء الله في الأعوام المقبلة سوف يكون هناك نوع من التغيير إن كان في العمر بقية.
15- لمن تهدي روايتك؟
إلى كل شخص يرى أنه يحب أن يُغير شيء سلبي في هذا الكون ويضيف قيمة إنسانية وإيجابية، ويساهم في انتشال الناس من الفقر والجهل، ويحاول منع أسلوب الكراهية والتكبر والغطرسة، لأن هذه الأمور تقود إلى دمار الأمم، وأخص بالذكر بإهدائي بهذا الشأن إلى المنتجين أو المخرجين لأنني أرغب في أن يُترجم هذا العمل إلى عمل سينمائي يظهر، على شاشات السينما لأنني أرى أنها الوسيلة الوحيدة لإيصال هذه الرسالة التي يشترك فيها كل من في هذه البشرية.
وهذا ما أشار إليه أحد البروفسورات محاضر في إحدى الجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة في قسم اللغة العربية، بإبداء اعجابه ونقده لأسلوبي في كتابة هذه الرواية وخصوصا أنها التجربة الأولى لي، وليس كما نظر لها البعض، لأن المضمون لم يتكلم فقط عن قصة لطيفة وعابرة، بالعكس إنها تحاكي مأساة لأجيال عبر قرون من الزمن، وطبعاً كل الاحترام والتقدير والشكر لكل الأشخاص اللذين طرحوا إعجابهم بهذا العمل، وعدم إعجابهم.
16- من الذي يدعمك دائماً في عملك الروائي؟
بصراحة عائلتي الجميلة، وأخص بالذكر أصدقائي المقربين وهم يعلمون ذلك، ولا أستطيع حصرهم، فهم ليسوا بحاجة إلى هذا الثناء هم أكبر من ذلك ولكنني أكن لهم كل الحب والتقدير، وحتى الأشخاص اللذين لديهم رأي آخر أنا ألتمس لهم الأعذار، ولكنني أنحني بكل تواضع لكل شخص آمن بفكرتي، وخصوصاً الأشخاص اللذين تبنوا فكرة احتوائهم لهذا العمل في مواقع التواصل الاجتماعي لأنهم يقومون بعمل إنساني أكثر من رائع لإيمانهم بمضمون الرواية ورغبتهم في إيصال فكرتها للعالم لإدارتهم لصفحة رواية اللآلئ النادرة على الفيس بوك وتوتير وانستقرام.
17- الفقر والجهل والهجرة هل هي أسباب كتابة روايتك؟
نفس هذا التساؤل لقد وضعت له إجابة كبيرة داخل سردي للرواية هناك أناس أذكياء بالفطرة ولديهم حكمة، ولكنهم يوظفون تلك المعجزات في تدبير أمور احتياجهم لقلة الحيلة، وليس لديهم وقت للتفكير في انتشال أنفسهم من هذا المأزق وما دعاني لكتابة هذه الرواية وكأنني أريد أن أقول استيقظوا الكنوز توجد تحت أرضكم وفوقها، الوقت يسلب منكم كل امكانياتكم، الهجرة تخطف منكم القوة، وافتقاركم لقيمة تلك الثروات سواءً كانت الثروة العقلية أو الثروة المادية يعتبر جهل بقيمة أنفسكم.
كل تلك الدوافع جعلتني في محاولة إلى توجيه أنظار الناس إلى أنفسهم واكتشافها ومعرفة نقاط القوة في حياتهم وتوظفيها بشكل يعود إليهم بنتائج مغايرة… والغريب في الأمر أن كل من هاجروا قد حققوا إنجازات غير مسبوقة من خلال الكثير من القصص التي تتردد علينا بين الحين والآخر، والسؤال لماذا لا يتغير الحال داخل تلك الأماكن ويتغير خارجها، أليس الزمان نفس الزمان.
قد تطرأ بعض التساؤلات من اللذين لديهم أبعاد أخرى، ويقولون فيها؟ هل هذه المحاولات هي التي ستغير من تلك الأحوال، سأرد عليهم من الآن وأقول لهم طالما كان لديك إيمان بالفكرة فربما نعم.. ويكفي أنني فكرت بطريقة مختلفة وتوقف الأمر عندي وتحدثت عنه وأظهرت الجزء المهم من أبعاده، وهذا الدور قد يساهم مع فئة أخرى، قد تتراكم الأفكار ويأتي شخص مثلنا ويُقدم عمل إنساني مختلف يفخر به كل من في الأرض ويساهم في نهضة جماعية، المهم النُقطة الأخيرة في هذه المشكلة طُرحت، من خلال “اللآلئ النادرة”.
18- ما هو صدى روايتك؟ وهل حققت النجاح الذي تريده؟
أنا الآن أعتبر نفسي في الخطوة الأولى والألف ميل يحتاج لصبر، ربما لأنها لم تحظى بالانتشار الذي كنت أرغب برؤيته، رغم محاولاتي العديدة في إظهارها للعالم بشتى الطرق، أتصور أنه لم يأن أوانها.. فهي مختلفة نوعا ما لأنها آتية من ديار بعيدة برسالة ثقافية مختلفة والناس غير معتادة على هذا النوع، وكما أسلفت في حديثي عن هذا الشأن، أبحث لها عن نهاية مُختلفة، حتى تصل تلك الرسالة وتصبح بجانب تلك الأعمال الخالدة في هذا الكون، وعندما يُقال أن رواية اللآلئ النادرة هي التي حركت ساكناً ويرمز لها من هذا المنطلق في تلك اللحظة أستطيع أن أقول أنها حققت النجاح الذي سعيت من أجله.
19- كيف تقيم الرواية العربية في الفترة الحالية؟
هناك أعمال لم تحظى بنصيبها الكامل من الانتشار، وهذا السبب أدى إلى تراجعها ونفس تلك الأعمال عندما تُرجمت بلغات أخرى حققت نجاحات باهرة، أنا هنا لا أشير إلى أن يقوم العرب بترجمة أعمالهم، لأنني أميل إلى لغتي الأم وأغار عليها، ولكنني أحاول أن أقول بطريقة أخرى لماذا لا يوجد هناك منظمات تهتم بالكُتاب العرب وتنقية أعمالهم ونقدها وتقديم الملاحظات والأفكار حولها.
لأنه بكل بساطة هذه الأقلام عندما تُكمل عمل لأول مرة ويُقام لها تقدير واهتمام تستطيع أن تقدم عمل آخر، وإن وُجدت أخطاء أو ملاحظات أو عدم قبُول فهي تعتبر أقلام حُرة، وتستطيع دائماً تقديم إضافة أو شيء مُختلف.
يجب أن نؤمن بثقافة الأذواق ولنعترف بأن هناك عُقول تتوافق مع الأفكار وعقول ترفض بعضها وهذا حق مشروع، لكن لا يجب أن نتجاهل الأشخاص، ومن ناحية أُخرى في العديد من المجالات الأخرى يُوجد احتواء وتنمية، إلا في مجال الكتابة لا يوجد ترقية لهذا الفكر.
أنا حالياً أظهرت رأيي الشخصي في هذه الجانب قد لا يتفق معها البعض.. فالرواية العربية لم تحظى بنصيبها الكامل، وتلك المعاناة يتفق عليها العشرات من الذين أعرفهم.. لأن جميع الكتاب يستحقون أن تكون أعمالهم أعمال خالدة.
20- كلمة أخيرة تحب أن تختم بها اللقاء.
شكراً على سعة صدوركم وتفهمكم، وأنا شخصياً إنسان متسامح مع ذاتي ولا أحمل أي فكرة سيئة تجاه أي شخص، وأود أن أقدم نصيحة لنفسي ولكل شخص مر من هنا، انطلق في عوالم متفرقة اكتشف أشياء جديدة اقرأ ثقافات أخرى، هناك كنوز وخفايا في إفريقيا لم تظهر للناس، وتحتاج إلى اكتشاف، هناك عقول خصبة، هناك تاريخ قديم منسي ونهضة حالية لا يعرفها البعض، ابحث بنفسك، واكتشف بنفسك، واحكم بنفسك، إفريقيا ليست قبيلة واحدة أو قرية أصابها الجوع، إفريقيا كنز مدفون وثروات متعددة وأكبر قارة في العالم.
رابط شراء الرواية من موقع جملون
روابط حسابات التواصل الاجتماعي الخاص بالرواية
حساب التويتر ، حساب الإنستقرام، حساب الفيس بوك.
وإلى لقاء آخر تقبلوا أطيب تحياتي