مقالاتي

إنجازاتنا في عام 2020

لا يفصلنا عن 2021 إلا أيام معدودات، عام جديد ينتظرنا وعام يكاد ينصرم بجميع أحداثه، ومفاجأته، السارة والغير سارة هكذا هي الحياة لها جانبين، طرق متوازية، وأخرى متقاطعة نودًع تعرجاتها بالأمل فالحياة لا تستقيم بل نحن من يعطي الحياة قوامها.

السؤال الذي يتبادر في ذهنك

ماذا حققتُ في 2020 من إنجازات واهداف وخطط ومشاريع؟

الجواب: هل هناك مقياس لاحتواء الإنجازات ووضع أرقام لها لكي نشعر بالسعادة؟

مقاييس النجاح تختلف من شخص إلى آخر، ومن هدف إلى آخر، وحتى المقاييس قد لا تكون صحيحة بحكم أننا من وضعنا تصنيفها بناء على مقياس تحقيق الذات الذي لن ينتهي ابداً طالما أننا أحياء، فالغايات تتجدد دائماً، والقناعات تختلف وتتطور، وحتى الأحلام تتغير، فأنت الآن تختلف عن بضعة سنين، فلنقل خمسة او عشرة التجربة الإنسانية مليئة بالاختلاف والتباين فنحن ما نفكر به، ولا نملك نفس التفكير دائماً.

إرهاق النفس بوضع معايير الكمال او المثالية لا يغنيها عن كينونتها بشيء، فالنفس لا تقاس بأرقام، او إنجازات وإنما يضاف لها ما تحققه لذاتك، لذلك السعي وراء الأشياء التي تستطيع تحقيقها مستمر ولن تحقق احلامك مهما تعيش، بل أنك ستبنيها على نظام معين إلى أن تموت، فالحياة عبارة عن سعي مستمر تجاه ما تود تحقيقه لذلك لا تحبط إذا لم تحقق غاية معينة خلال سنة فالأعمال المستمرة أدومها، وليس الوقت هو العامل والمقياس الحقيقي لك، وإنما طريقة وآلية العمل فإن كنت مواظباً فستحصد النتائج مستقبلاً.

لا تربط نفسك بسنة معينة، او موسم معين، لتثبت لنفسك بأنك تملك زمام نفسك، فكما يقول أفلاطون “لا تطلب سرعة العمل بل تجويده لأن الناس لا يسألونك في كم فرغت منه بل ينظرون إلى إتقانه و جودة صنعه”

فهل إمكانياتك العقلية، والإدراكية، والوعي الذي تملكه، تستطيع أن تختزله في سنة وأن تحكم على نفسك بمعيار سنوي لجميع أهدافك التي كنت تسعى إليها، سأقول أنك ظلمت قدراتك أكثر من ذاتك.

وعلى الصعيد الآخر في حال نظرنا إلى الأشياء المعنوية التي نتمتع بها والتي تعطي للحياة جماليتها كالعائلة، والأصدقاء، والعلاقات الاجتماعية، ستجد انك اضفت شيئاً لها إما بتقوية علاقتك أو بإستمرار التسامح فيما بينكم أو تعزيز أواصر المحبة فيما بينكم فهذه الأشياء من أسباب السعادة فليست الحياة دوامة من جدول المهام الذي لا ينتهي.

إنجازاتك التي لا تتعلق بالأرقام قد تتفوق على الأرقام مثل قراءة لكتاب طورك ورفع أدائك، فكرة نفذتها بإتقان، بادرة رائعة منك تجاه صديق، الصدقة التي بينك وبين ربك، الابتسامة الصباحية التي لا تفارقك ممارستك للرياضة بعد انقطاع، إنقاص وزنك، تقبل نقد الآخرين، شجاعتك في موقف كنت دائماً متردد بشأنه.

هناك إنجازات فعلاً لا ندركها ولكنها تحدث فارقاً عظيماً ليست مرتبطة بأرقام وإنما بقناعاتك ومبادئك التي تمارسها كل يوم.

إنها الحياة يا عزيزي لا تخضع للمعايير التي نقولب بها أنفسنا بل نتماهى بالحياة لتحقيق ماهيتنا وكينونتنا بها.

كاتب محتوى

مدّوِن وكاتب محتوى، هوايتي جمع الأحرف المتناثرة وصنع المعنى.
زر الذهاب إلى الأعلى