إدارة الوقت بطريقة فعالة تضمن لنا الإنجاز، والعمل بكفاءة عالية هو مجال خصب لتطوير الذات واستغلال الأوقات بطريقة مناسبة تضمن لنا الإنتاجية العالية، التي لا تخضع للمثبطات أو التسويف فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، ومما لا شك فيه مع تصاعد وتيرة الحياة وتشعباتها وملهياتها، قد ندخل في حيز التسويف اللحظي، ومن ثم يتحول إلى زمني، ثم يتطور إلى ممتد لا نستطيع السيطرة عليه. ويضاف إلى قائمة المهام غير المنجزة باختلاف أولوياتنا واهتماماتنا، فالتسويف هو المطب الذي نتجاوزه، ومن ثَم حينما نعود إلى نفس المكان سنجد المطلب ينتظرنا بنفس الطريق، لذلك نحتاج إلى الحافز دائمًا، والذي يكون مرتبطًا بالهدف والنتيجة.
عدم رؤيتنا للنتائج مبكرًا لا ينفي وجودها، وإنما جُبِل الإنسان على العجلة، فما تبحث عنه سيبحث عنك، فتحقيق الأهداف والتطلعات المهنية أو إنجاز الأمور الحياتية المعلقة لن بتطلب منك غير (الدافعية) التي تدفعك للمشاركة في تدوير خطواتك، حتى تسير قُدمًا تجاه النتائج ومن أفضل الحلول أن تتخيل النتيجة قبل أن تنجز المهمة وأن تضع سؤالًا ماذا لو؟؟
ماذا لو فعلت هذا الأمر على ماذا سأحصل؟؟
وماذا لو لم أفعل هذا الأمر على ماذا سأحصل؟؟ ستجد الإضافة وبناء عليها سترتب أولوياتك، وترفع من سقف الدافعية الذاتية للإنجاز فالموضوع غير معقد بقدر ما هو أسلوب جميل يرفع همتك المعنوية للارتقاء بالعمل وعدم تأجيله بناء على ماذا لو؟ وكما قال أحمد غباشي: (وكأني أسمع من داخل القبور أصواتًا حزينة تقول: إذا كانت السلبية أفعى، فالتسويف ثُعبانها).
فالحياة سوف تستمر بأيامها المكتوبة علينا، إن طال الزمان أو قصر، وهنا أقتبس مقولة مارتن لوثر كينج: (ليس المهم طول الحياة وإنما جودة الحياة). ولا تتحقق الجودة دون رؤية واضحة وعميقة وأهداف تحركنا نحو الوفاء بالتزاماتنا نحو أنفسنا على الصعيد المهني الشخصي والاجتماعي. قد تكون كتابة الأهداف عاملًا مؤثرًا في بناء عادات إيجابية نحو الالتزام في تحقيق تطلعاتنا، وإنما الدافعية والتحفيز المستمر هو المفتاح السحري للإنجاز، وإلا سوف تكون الأهداف حبرًا على ورق.
التحفيز والتحفيز الفعال
التحفيز عبارة نقرؤها كثيرًا في دورات التنمية الذاتية أو الكتب ومقاطع الفيديو، وعندما نحضر دورة أو نشاهد فيديو محفزًا على غرار مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، مع استعراض حياة الناجحين وبراعة المدرب في رفع سقف توقعاتك إلى ما لانهاية، فمجرد الخروج من تلك الحالة الحماسية الخاضعة لاحترافية مدرب الهمة العالية؛ سوف ترجع إلى وضعك السابق فهو مخدر موضعي لتجنب الألم الذي جعلك تلتحق بتلك الدورة ظنًّا منك بأنها الوصفة السحرية للإنجاز.
إذن ما التحفيز الفعال ذو النتائج الإيجابية المستمرة؟ التحفيز دائمًا يأتي من الداخل حينما يكون هناك سبب أو دافع أو رغبة مطلقة تحتوي على همة عالية حتمًا سوف تكون في القمة، ولا أهمش دور مجال التنمية الذاتية على الإطلاق وإنما أوضح طريقة أخذ خطوة فعلية تُخرجك من نشوة وهم الإنجاز اللحظي إلى التنفيذ العملي فالأحلام لا تتحقق بالحماسة والدروس لا تطبق إلا بالأفعال.
تنظيم الوقت
نأتي هنا إلى تنظيم الوقت، والذي يعد الركيزة الأساسية في مشوار النجاح، فتنظيم الوقت هو ترتيب الأولويات بل والنجاح في جدولة وإحصاء تفاصيل حياتك، فهي سترسم خارطة طريقك نحو تحقيق أهدافك وقتل التسويف، وارتباط تنظيم الوقت مع إدارة الأولويات وثيق، فحينما يكون لديك طريق واضح ومرسوم وهدف مبني على رؤية واضحة سوف يسير تنظيمك لوقتك بسهولة تامة، وتستطيع الاستعانة بالتطبيقات الذكية وكتابة خطتك اليومية والأسبوعية والشهرية ومتابعة النتائج بصفة دورية، سوف توجد أفضل خطة محكمة لتنظيم وقتك بناء على النتائج.
الهوايات
مارس هواياتك في نهاية الأسبوع، جميعنا لدينا هواية نحب أن نمارسها من أبسط الهوايات كالمشي، إلى أصعب الهوايات فالنفس تحب التغيير والاستمتاع بما تهواه، فالإنسان ليس آلة لا تتوقف، بل ربما الآلة لها فترات راحة وإلا لن تعمل بكفاءة، وسوف تتعطل على أي حال، فالخروج من ضغوطات الحياة عن طريق ممارسة هواية محببة إليك سواء كانت تلك الهواية تستخدم المجهود العضلي كالرياضة بمختلف أنواعها، أو الذهني كلعبة الشطرنج مثلًا، أو الألعاب الإلكترونية، أو غيرها فالمقصود هنا تجديد طاقة الجسم للخروج من بوتقة العمل، مما سينعكس إيجابيًّا على أدائك الجسدي والنفسي الذي ستحتاج إليه لاحقًا للاستمرار في الإنجاز.
وأختم بأن لجسدِك عليك حقًّا لأنه أمانة لديك فلا تهمله، وعوّده على أسلوب الحياة الصحي، وحافظ على رشاقتك الجسدية التي ستؤثر بالإيجاب على حياتك بصفة عامة، فكن منجزًا ولا تستسلم للتسويف واجعل وقودك الدافعية للإنجاز دائمًا.
نشرت أولا في موقع زد